مستلق ينظر إليه لا يجيبه ثم انصرف عنه قال فأرسل كسرى إلى صاحب حرسه فقال أنت أدخلت على هذا الرجل قال لم أفعل ولم يدخل من قبلنا أحد قال فلما كان العام المقبل خاف كسرى تلك الليلة فأرسل إليه أن أحدق بقصري ولا يدخل على أحد قال ففعل فلما كان تلك الساعة إذا هو قائم على رأسه ومعه عصا وهو يقول له يا كسرى بن هرمز إني رسول الله إليك أن تسلم فأسلم خير لك قال وكسرى ينظر إليه لا يجيبه فانصرف عنه قال فأرسل كسرى إلى صاحب الحرس ألم آمرك أن لا يدخل على أحد قال أيها الملك إنه والله ما دخل عليك من قبلنا أحد فانظر من أين دخل عليك قال فلما كان العام المقبل فكأنه خاف تلك الليلة فأرسل إلى صاحب الحرس والحرس أن أحدقوا بي الليلة ولا تدخل امرأة ولا رجل ففعلوا فلما كان تلك الساعة إذا هو قائم على رأسه وهو يقول يا كسرى بن هرمز إني رسول الله إليك أن تسلم فأسلم حير لك قالها ثلاث مرات وكسرى ينظر إليه لا يجيبه قال يا كسرى إنك قد أبيت على والله ليكسرنك الله كما أكسر عصاي هذه ثم كسرها وخرج فأرسل كسرى إلى الحرس فقال ألم آمركم أن لا يدخل على الليلة أحد أهل ولا ولد قالوا ما دخل عليك من قبلنا أحد قال فلم يلبث أن وثب عليه ابنه فقتله ومن ذلك ما كان من أمر ربيعة والجيش الذي كان أنفذه إليهم كسرى أبرويز لحربهم فالتقوا بذى قار * وذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما بلغه ما كان من هزيمة ربيعة جيش كسرى قال هذا أول يوم انتصفت العرب من العجم وبي نصروا وهو يوم قراقر ويوم الحنو حنوذى قار ويوم حنو قراقر ويوم الجبابات ويوم ذي العجرم ويوم الغذوان ويوم البطحاء بطحاء ذي قار وكلهن حول ذي قار * فحدثت عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال حدثني أبو المختار فراس بن حندق وعدة من علماء العرب قد سماهم إن الذي جر يوم ذي قار قتل النعمان بن المنذر اللخمي عدى بن زيد العبادي وكان عدى من تراجمة ابرويز كسرى بن هرمز وكان سبب قتل النعمان ابن المنذر عدى بن زيد ما ذكر لي عن هشام بن محمد قال سمعت إسحاق بن الجصاص
(٦٠٠)