قال حدثنا سلمة عن ممد بن إسحاق عن الفضل بن عيسى الرقاشي عن الحسن البصري أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله ما حجة الله على كسرى فيك قال بعث إليه ملكا فأخرج يده من سور جدار بيته الذي هو فيه تلألأ نورا فلما رآها فزع فقال لم ترع يا كسرى إن الله قد بعث رسولا وأنزل عليه كتابا فاتبعه تسلم دنياك آخرتك قال سأنظر حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال بعث الله إلى كسرى ملكا وهو في بيت إيوانه الذي لا يدخل عليه فيه فلم يرعه إلا به قائما على رأسه في يده عصا بالهاجرة في ساعته التي كان يقبل فيها فقال يا كسرى أتسلم أو أكسر هذه العصا فقل بهل بهل فانصرف عنه ثم دعا أحراسه وحجابه فتغيظ عليهم وقال من أدخل هذا الرجل على فقالوا ما دخل عليك أحد ولا رأيناه حتى إذا كان العام القابل أتاه في الساعة التي أتاه فيها فقال له كما قال له ثم قال له أتسلم أو أكسر هذه العصا فقال بهل بهل بهل ثلاثا فخرج عنه فدعا كسرى حجابه وحراسه وبوابيه فتغيظ عليهم وقال لهم كما قال أول مرة فقالوا ما رأينا أحدا دخل عليك حتى إذا كان في العام الثالث أتاه في الساعة التي جاءه فيها فقال له كما قال أتسلم أو أكسر هذه العصا فقال بهل بهل قال فكسر العصا ثم خرج فلم يكن إلا تهور ملكه وانبعاث ابنه والفرس حتى قتلوه قال عبد الله بن أبي بكر فقال الزهري حدثت عمر بن عبد العزيز هذا الحديث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن فقال ذكر لي أن الملك إنما دخل عليه بقارورتين في يديه ثم قال له أسلم فلم يفعل فضرب إحداهما على الأخرى فرضضهما ثم خرج فكان من هلاكه ما كان * حدثني يحيى بن جعفر قال أخبرنا علي بن عاصم قال أخبرنا خالد الحذاء قال سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة يقول بينما كسرى بن هرمز نائم ليلة في هذا الايوان إيوان المدائن والأساورة محدقون بقصره إذ أقبل رجل يمشى معه عصا حتى قام على رأسه فقال يا كسرى بن هرمز إني رسول الله إليك أن تسلم قالها ثلاث مرات وكسرى
(٥٩٩)