جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال ما هكذا ذكرت إنما البضع ما بين الثلاث إلى التسع فزايده في الخطر وماده في الاجل فخرج أبو بكر فلقى أبيا فقال لعلك ندمت قال لا تعال أزايدك في الخطر وأمادك في الاجل فاجعلها مائة قلوص إلى تسع سنين قال قد فعلت * حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثنا حجاج عن أبي بكر عن عكرمة قال كانت في فارس امرأة لا تلد إلا الملوك الابطال فدعاها كسرى فقال إني أريد أن أبعث إلى الروم جيشا وأستعمل عليهم رجلا من بنيك فأشيري على أيهم أستعمل قالت هذا فلان وهو أروغ من ثعلب وأحذر من صقر وهذا فرخان وهو أنفذ من سنان وهذا شهر براز وهو أحلم من كذا فاستعمل أيهم شئت قال فإني قد استعملت الحليم فاستعمل شهربراز فسار إلى الروم باهل فارس وظهر عليهم فقتلهم وخرب مدائنهم وقطع زيتونهم قال أبو بكر فحدثت هذا الحديث عطاء الخراساني فقال أما رأيت بلاد الشام قلت لا قال أما إنك لو أتيتها لرأيت المدائن التي خربت والزيتون الذي قطع فأتيت الشام بعد ذلك فرأيته قال عطاء الخراساني حدثني يحيى بن يعمر أن قيصر بعث رجلا يدعى قطمة بجيش من الروم وبعث كسرى بشهر براز فالتقيا باذرعات وبصرى وهى أدنى الشام إليكم فلقيت فارس الروم فغلبتهم فارس ففرح بذلك كفار قريش وكرهه المسلمون فأنزل الله " ألم غلبت الروم " الآيات ثم ذكر مثل حديث عكرمة وزاد فلم يبرح شهر براز يطأهم ويخرب مدائنهم حتى بلغ الخليج ثم مات كسرى فبلغهم موته فانهزم شهر براز وأصحابه وأديلت عليهم الروم عند ذلك فاتبعوهم يقتلونهم قال وقال عكرمة في حديثه لما ظهرت فارس على الروم جلس فرخان يشرب فقال لأصحابه لقد رأيت كأني جالس على سرير كسرى فبلغت كسرى فكتب إلى شهر براز إذا أتاك كتابي فابعث إلى برأس فرخان فكتب إليه أيها الملك إنك لن تجد مثل فرخان إن له نكاية وصوتا في العدو فلا تفعل فكتب إليه إن في رجال فارس خلفا منه فعجل على برأسه فراجعه فغضب كسرى فلم يجبه وبعث بريدا إلى أهل
(٥٩٥)