فأصاب في الحيرة ما أحب ويقال الذي أغار على الحيرة فحرق فيها جفنة بن النعمان الجفني فقال عدى:
سما صقر فأشعل جانبيها * وألهاك المروح والعزيب فلما طال سجن عدى كتب إلى أخيه أبى وهو مع كسرى بشعر فقال:
أبلغ أبيا على نأيه * فهل ينفع المرء ما قد علم بان أخاك شقيق الفؤاد * كنت به والهاما سلم لدى ملك موثق بالحديد * إما بحق وإما ظلم فلا أعرفنك كدأب الغلا * م ما لم يجد عارما يعترم فأرضك أرضك إن تأتنا * تنم نومة ليس فيها حلم فكتب إليه أخوه:
إن يكن خانك الزمان فلاعا * جزباع ولا ألف ضعيف ويمين الاله لو أن جاوا * ء طحونا تضئ فيها السيوف ذات رز مجتابة غمرة الموت * صحيح سربا لها مكفوف كنت في حميها لجئتك أسعى * فأعلمن لو سمعت إذ تستضيف أو بمال سئلت دونك لم يمنع * تلاد لحاجة أو طريف أو بأرض أستطيع آتيك فيها * لم يهلنى بعيدها أو مخوف في الأعادي وأنت منى بعيد * عز هذا الزمان والتعريف إن تفتني والله إلفا فجوعا * لا يعقبك ما يصوب الخريف فلعمري لئن جزعت عليه * لجزوع على الصديق أسوف ولعمري لئن ملكت عزائي * لقليل شرواك فيما أطوف فزعموا أن أبيا لما قرأ كتاب عدى قام إلى كسرى فكلمه فكتب وبعث معه رجلا وكتب خليفة النعمان إليه إنه قد كتب إليك فأتاه أعداء عدى من بنى بقيلة من غسان فقالوا اقتله الساعة فأبى عليهم وجاء الرجل وقد تقدم أخو عدى إليه ورشاه وأمره