إلى أرض الروم وكتب كسرى إلى قواد الجند الذين انهزموا بامرهم أن يدلوه على كل رجل منهم ومن أصحابهم ممن فشل في تلك الحرب ولم يرابط مركزه فيها فيأمر أن يعاقب بقدر ما استوجب فأخرجهم بهذا الكتاب إلى الخلاف عليه وطلب الحيل لنجاة أنفسهم منه وكتب إلى شهر براز يأمره بالقدوم عليه ويستعجله في ذلك ويصف ما كان من أمر الروم في عمله وقد قيل إن قول الله (ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الامر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم، وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون) إنما نزل في أمر أبرويز ملك فارس وملك الروم هرقل وما كان بينهما مما قد ذكرت من هذه الأخبار ذكر من قال ذلك * حدثني القاسم بن الحسن قال حدثني الحسين قال حدثني حجاج عن أبي بكر ابن عبد الله عن عكرمة أن الروم وفارس اقتتلوا في أدنى الأرض قال وأدنى الأرض يوم أذرعات بها التقوا فهزمت الروم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم بمكة قشق ذلك عليهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن يظهر الأميون من المجوس على أهل الكتاب من الروم وفرح الكفار بمكة وشمتوا فلقوا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا إنكم أهل كتاب والنصارى أهل كتاب ونحن أميون وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من أهل الكتاب وإنكم إن قاتلتمونا لنظهرن عليكم فأنزل الله " ألم غلبت الروم - إلى - وهم عن الآخرة هم غافلون " فخرج أبو بكر الصديق إلى الكفار فقال أفرحتم بظهور إخوانكم على إخواننا فلا تفرحوا ولا يقرن الله عليكم أعينكم فوالله ليظهرن الروم على فارس أخبرنا بذلك نبينا فقام إليه أبي بن خلف الجمحي فقال كذبت يا أبا فضيل فقال له أبو بكر أنت أكذب يا عدو الله فقال أنا حبك عشر قلائص منى وعشر قلائص منك فإن أظهرت الروم على فارس غرمت وإن ظهرت فارس غرمت إلى ثلاث سنين ثم
(٥٩٤)