ابن مسعود ليلا فأتى هانئا فقال له أعط قومك سلاح النعمان فيقووا فإن هلكوا كان تبعا لأنفسهم وكنت قد أخذت بالحزم وإن ظفروا ردوه عليك ففعل الدروع والسلاح في ذي القوى والجلد من قومه فلما دنا الجمع من بكر قال لهم هانئ يا معشر بكر إنه لا طاقة لكم بجنود كسرى ومن معهم من العرب فاركبوا الفلاة فتسارع الناس إلى ذلك فوثب حنظلة بن ثعلبة بن سيار فقال له إنما أردت نجاتنا فلم تزد على أن ألقيتنا في الهلكة فرد الناس وقطع وضن الهوادج لئلا يستطيع بكر أن تسوق يساءهم إن هربوا فسمى مقطع الوضن وهى حزم الرحال ويقال مقطع البطن والبطن حزم الأقتاب وضرب حنظلة على نفسه قبة ببطحاء ذي قار وآلى أن لا يفر حتى تفر القبة فمضى من مضى من الناس ورجع أكثرهم واستقوا ماء لنصف شهر فأتتهم العجم فقاتلتهم بالحنو فجزعت العجم من العطش فهربت ولم تقم لمحاصرتهم فهربت إلى الجبابات فنبعتهم بكر وعجل أوائل بكر فتقدمت عجل وأبلت يومئذ بلاء حسنا واضطمت عليهم جنود العجم فقال الناس هلكت عجل ثم حملت بكر فوجدوا عجلا ثابتة تقاتل امرأة منهم تقول إن يظفروا يحرزوا فينا الغرل * إيها فداء لكم بنى عجل وتقول أيضا تحضض الناس إن تهزموا نعانق * ونفرش النمارق أو تهربوا نفارق * فراق غير وامق فقاتلوهم بالجبابات يوما ثم عطش الأعاجم فمالوا إلى بطحاء ذي قار فأرسلت إياد إلى بكر سرا وكانوا أعوانا على بكر مع إياس بن قبيصة أي الامرين أعجب إليكم أن نطير تحت ليلتنا فنذهب أو نقيم ونفر حين تلاقوا القوم قالوا بل تقيمون فإذا التقى القوم انهزمتم بهم قال فصبحتهم بكر بن وائل والظعن واقفة يذمرن الرجال على القتال وقال يزيد بن حمار السكوني وكان حليفا لبنى شيبان يا بنى شيبان أطيعوني وأكمنوني لهم كمينا ففعلوا وجعلوا يزيد بن حمار رأسهم
(٦١٠)