والأموال فوجد مبلغ ما في يده من الاسرى ثلاثين ألفا ومن القتلى خمسمائة ألف ونيفا وستين ألف رجل ومن الكراع والورق والأموال مالا يحصى كثرة وأمر كل واحد من الوجوه الذين كانوا معه ان يجعل أسيره أو قتيله من الأتراك عند علمه لينظر كيخسرو إلى ذلك عند موافاته فلما وافى كيخسرو العسكر وموضع الملحمة اصطفت له الرجال وتلقاه جوذرز وسائر الاصبهبذين فلما دخل العسكر جعل يمر بعلم علم فكان أول قتيل رآه جثة فيران عند علم جوذرز فلما نظر إليها وقف ثم قال أيها الجبل الصعب الذرى المنيع الأركان ألم أنهك عن هذه المحاربة وعن نصب نفسك لنادون فراسيات في هذه المطالبة ألم أبذل لك نفسي وأعرض عليك ملكي فلم تحسن الاختيار ألست الصدوق اللسان الحافظ للاخوان الكاتم للاسرار ألم أعلمك مكر فراسيات وقلة وفاثه فلم تفعل ما أمرتك بل مضيت في نومك حتى احتوشتك الليوث من مقاتلتنا وأبناء مملكتنا ما أغنى عنك فراسيات وقد فارقت الدنيا وأفنيت آل ويسغان فويل لعلمك وفهمك وويل لسخائك وصدقك إنا بك اليوم لمرجعون ولم يزل كيخسرو يرثى فيران حتى صار إلى علم بي بن جوذرز فلما وقف عليه وجدبروا بن فشنجان حيا أسيرا في يدي بي فسأل عنه فأخبر ان بروا قاتل سياوخش الماثل به عند قتله إياه فقرب منه كيخسرو ثم طأطأ رأسه بالسجود شكرا لربه ثم قال الحمد لله الذي أمكنني منك يابروا أنت الذي قتلت سياوخش ومثلت به وأنت الذي سلبته زينته وتكلفت من بين الأتراك إبارته فغرست لنا بفعلك هذه الشجرة من العداوة وهيجت بيننا هذه المحاربة وأشعلت في كلا الفريقين نارا موقدة أنت الذي جرى على يديك تبديل صورته وتوهين قوته اما تهيبت أيها التركي جماله ألا أبقيت عليه للنور الساطع على وجهه أين نجدتك وقوتك اليوم وأين أخوك الساحر عن نصرتك لست أقتلك لقتلك إياه بل لكلفتك وتوليك ما كان صلاحا لك ألا تتولاه وسأقتل من قتله ببغيه وجرمه ثم أمر أن تقطع أعضاؤه حيا ثم يذبح ففعل ذلك به بي ولم يزل كيخسرو يمر بعلم علم واصبهبذا صبهبذ فإذا صار إلى الواحد منهم
(٣٦٤)