آخر أمرهما صار في ذلك فيما ذكر لي أن سوذابة لم تزل لما رأت من امتناع سياوخش عليها فيما أرادت منه من الفاحشة بأبيه كيقاوس حتى أفسدته عليه وتغير لابنه سياوخش فسأل سياوخش رستم أن يسأل أباه كيقاوس توجيهه لحرب فراسيات لسبب منعه بعض ما كان ضمن له عند إنكاحه ابنته إياه وصلح جرى بينه وبينه مريدا بذلك سياوخش البعد عن والده كيقاوس والتنحي عما تكيد به عنده زوجته سوذابة ففعل ذلك رستم واستأذن له أباه فيما سأله وضم إليه جندا كثيفا فشخص إلى بلاد الترك للقاء فراسيات فلما صار إليه سياوخش جرى بينهما صلح وكتب بذلك سياوخش إلى أبيه يعلمه ما جرى بينه وبين فراسيات من الصلح فكتب إليه والده يأمره بمناهضة فراسيات ومناجزته الحرب إن هو لم يذعن له بالوفاء يما كان فارقه عليه فرأى سياوخش أن في فعله ما كتب به إليه أبو ه من محاربة فراسيات بعد الذي جرى بينه وبينه من الصلح والهدنة من غير نقض فراسيات شيئا من أسباب ذلك عليه عارا ومنقصة ومأثما فامتنع عن إنفاذ أمر أبيه في ذلك ورأى في نفسه أنه يؤتى في كل ذلك من زوجة أبيه التي دعته إلى نفسها فامتنع عليها ومال إلى الهرب من أبيه فراسل فراسيات في أخذا الأمان لنفسه منه واللحاق به وترك والده فأجابه فراسيات إلى ذلك وكان السفير بينهما في ذلك فيما قيل رجلا من الترك من عظمائهم يقال له فيران بن ويسغان فلما فعل ذلك سياوخش انصرف عنه من كان معه من جند أبيه كيقاوس فلما صار سياوخش إلى فراسيات بوأه وأكرمه وزوجه ابنة له ويقال لها وسفا فريد وهى أم كيخسرونه ثم لم يزل مكرما حتى ظهر له من أدب سياوخش وعقله وكماله وفروسيته ونجدته ما أشفق على ملكه منه فأفسده ذلك عنده وزاده فسادا عليه سعى ابنين له وأخ يقال له كيدر بن فشنجان عليه بإفساد أمر سياوخش عنده حسدا منهم له وحذرا على ملكهم منه حتى مكنهم من قتله فذكر في سبب وصولهم إلى قتله أمر يطول بشرحه الخطب إلا أنهم قتلوه ومثلوا به وامرأته ابنة فراسيات حامل منه بابنه كيخسرونه فطلبوا الحيلة لاسقاطها ما في بطنها فلم يسقط
(٣٥٨)