الملك بالرسالات التي أرسلت في شأن النسوة ليعلم اطفير سيدي أنى لم أخنه بالغيب في زوجته راعيل وأن الله لا يهدى كيد الخائنين فلما قال ذلك يوسف قال له جبرائيل ما حدثنا أبو كريب قال حدثنا وكيع عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال لما جمع الملك النسوة فسألهن هل راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين قال يوسف ذلك ليعلم أنى لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدى كيد الخائنين قال فقال له حبرائيل ولا يوم هممت بها فقال وما أبرئ نفسي إن النفس لامارة بالسوء فلما تبين للملك عذر يوسف وأمانته قال ائتوني به أستخلصه لنفسي فلما أتى به وكلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين فقال يوسف للملك اجعلني على خزائن الأرض * فحدثني يونس قال حدثنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله اجعلني على خزائن الأرض قال كان لفرعون خزائن كثيرة غير الطعام فسلم سلطانه كله إليه وجعل القضاء إليه أمره وقضاؤه نافذ * حدثنا ابن حميد قال حدثنا إبراهيم بن المختار عن شيبة الضبي في قوله اجعلني على خزائن الأرض قال على حفظ الطعام إني حفيظ عليم يقول إني حفيظ لما استودعتني عليم بسنى المجاعة فولاه الملك ذلك * وقد حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال لما قال يوسف للملك اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم قال الملك قد فعلت فولاه فيما يذكرون عمل اطفير وعزل اطفير عما كان عليه يقول الله تبارك وتعالى (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين) قال فذكر لي والله أعلم ان اطفير هلك في تلك الليالي وأن الملك الريان بن الوليد زوج يوسف امرأة اطفير راعيل وأنها حين دخلت عليه قال أليس هذا خيرا مما كنت تريدين قال فيزعمون أنها قالت أيها الصديق لا تلمني فانى كنت امرأة كما ترى حسناء جميلة ناعمة في ملك ودنيا وكان صاحبي لا يأتي النساء وكنت كما جعلك الله في حسنك وهيئتك فغلبتني نفسي على ما رأيت فيزعمون أنه وجدها عذراء وأصابها فولدت له رجلين افرابيم بن
(٢٤٣)