وسائد وحضرنها فقدمت إليهن طعاما وشرابا وأترجا وأعطت كل واحدة منهن سكينا تقطع به الأترج * حدثني سليمان بن عبد الجبار قال حدثنا محمد بن الصلت قال حدثنا أبو كدينة عن حصين عن مجاهد عن ابن عباس (وأعتدت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا) قال أعطتهن أترجا وأعطت كل واحدة منهن سكينا فلما فعلت امرأة العزيز ذلك بهن وقد أجلست يوسف في بيت ومجلس غير المجلس الذي هن فيه جلوس قالت ليوسف (أخرج عليهن) فخرج يوسف عليهن فلما رأينه أجللنه وأكبرنه وأعظمنه وقطعن أيديهن بالسكاكين التي في أيديهن وهن يحسبن أنهن يقطعن بها الأترج وقلن معاذ الله ما هذا إنس (إن هذا إلا ملك كريم) فلما حل بهن ما حل من قطع أيديهن من أجل نظرة نظرنها إلى يوسف وذهاب عقولهن وعرفتهن خطأ قيلهن امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه وانكارهن ما أنكرن من أمرها أقرت عند ذلك لهن بما كان من مراودتها إياه على نفسها فقالت (فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم) بعد ما حل سراويله * حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو بن محمد عن أسباط عن السدى قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم * تقول بعد ما حل السراويل استعصم لا أدرى ما بدا له ثم قالت لهن (ولئن لم يفعل ما آمره) من إتيانها (ليسجنن وليكونا من الصاغرين) فاختار صلى الله عليه وسلم السجن على الزنا ومعصية ربه فقال (رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه) * حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو بن محمد عن أسباط عن السدى قال رب السجن أحب إلى مما يدعونني إليه من الزنا واستغاث بربه عز وجل فقال (وإلا تصرف عنى كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين) فأخبر الله عز وجل انه استجاب له دعاءه فصرف عنه كيدهن ونجاه من ركوب الفاحشة ثم بدا للعزيز من بعد ما رأى من الآيات ما رأى من قد القميص من الدبر وخمش في الوجه وقطع النسوة أيديهن وعلمه ببراءة يوسف مما قرف به في ترك يوسف مطلقا وقد قيل إن السبب الذي من أجله بدا له في
(٢٣٩)