بعير) آخر على أحمال إبلنا * وقد حدثني الحارث قال حدثنا القاسم قال حدثنا حجاج عن ابن جريج ونزداد كيل بعير قال كان لكل رجل منهم حمل بعير فقالوا أرسل معنا أخانا نزدد حمل بعير قال ابن جريج قال مجاهد كيل بعير حمل حمار قال وهى لغة قال الحارث قال القاسم يعنى مجاهد إن الحمار يقال له في بعض اللغات بعير * فقال يعقوب (لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم) يقول إلا أن تهلكوا جميعا فيكون حينئذ ذلك لكم عذرا عندي فلما وثقوا له بالايمان قال يعقوب (الله على ما نقول وكيل) ثم أوصاهم بعد ما أذن لأخيهم من أبيهم بالرحيل معهم أن لا تدخلوا من باب واحد من أبو أب المدينة خوفا عليهم من العين وكانوا ذوي صورة حسنة وجمال وهيئة وأمرهم أن يدخلوا من أبو أب متفرقة كما حدثنا محمد بن عبد الاعلى قال حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة (وادخلوا من أبو أب متفرقة) قال كانوا قد أوتوا صورة وجمالا فخشى عليهم أنفس الناس فقال الله تعالى (ولما دخلوا من حيث أمرهم أبو هم ما كان يغنى عنهم من الله من شئ إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها) ما تخوف على أولاده أعين الناس لهيأتهم وجمالهم * ولما دخل إخوة يوسف على يوسف ضم إليه أخاه لأبيه وأمه فحدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو عن أسباط عن السدى (ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه) قال عرف أخاه وأنزلهم منزلا وأجرى عليهم الطعام والشراب فلما كان الليل جاءهم بمثل فقال لينم كل أخوين منكم على مثال فلما بقى الغلام وحده قال يوسف هذا ينام معي على فراشي فبات معه فجعل يوسف يشم ريحه ويضمه إليه حتى أصبح وجعل روبيل يقول ما رأينا مثل هذا إن نجونا منه * واما ابن إسحاق فإنه قال ما حدثنا به ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال لما دخلوا يعنى ولد يعقوب على يوسف قالوا هذا أخونا الذي أمرتنا أن نأتيك به قد جئناك فذكر لي أنه قال لهم قد أحسنتم وأصبتم وستجدون جزاء ذلك عندي أو كما قال ثم قال إني أراكم رجالا وقد أردت أن أكرمكم فدعا صاحب ضيافته فقال أنزل كل رجلين على حدة ثم أكرمهما وأحسن ضيافتهما
(٢٤٦)