قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم قال فغضب وقال هي راودتني عن نفسي * وقد اختلف في الشاهد الذي شهد من أهلها إن كان قميصه قدمن قبل فصدقت وهو من الكاذبين فقال بعضهم ما ذكرت عن السدى وقال بعضهم كان صبيا في المهد وقد روى في ذلك عن رسول الله ما حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد قال أخبرنا عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تكلم أربعة وهم صغار فذكر فيهم شاهد يوسف * حدثنا ابن وكيع قال حدثنا العلاء ابن عبد الجبار عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال تكلم أربعة وهم صغار ابن ماشطة ابنة فرعون وشاهد يوسف وصاحب جريج وعيسى ابن مريم * وقد قيل إن الشاهد كان هو القميص وقده من دبره ذكر بعض من قال ذلك * حدثني محمد بن عمرو قال حدثنا أبو عاصم قال حدثني عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قول الله عز وجل (وشهد شاهد من أهلها) قال قميصه مشقوق من دبره فتلك الشهادة فلما رأى زوج المرأة قميص يوسف قد من دبر قال لراعيل زوجته إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم ثم قال ليوسف أعرض عن ذكر ما كان منها من مراودتها إياك عن نفسها فلا تذكره لاحد ثم قال لزوجته استغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين وتحدث النساء بأمر يوسف وأمر امرأة العزيز بمصر ومراودتها إياه على نفسها فلم ينكتم وقلن (امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا) قد وصل حب يوسف إلى شغف قلبها فدخل تحته حتى غلب على قلبها وشغاف القلب غلافه وحجابه * حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو بن محمد عن أسباط عن السدى (قد شغفها حبا) قال فالشغاف جلدة على القلب يقال لها لسان القلب يقول دخل الحب الجلد حتى أصاب القلب فلما سمعت امرأة العزيز بمكرهن وتحدثهن بينهن بشأنها وشأن يوسف وبلغها ذلك أرسلت إليهن واعتدت لهن متكأ يتكئن عليه إذا حضرنها من
(٢٣٨)