وما كنا سارقين لانهم ردوا ثمن الطعام الذي كان كيل لهم المرة الأولى في رحالهم فردوه إلى يوسف فقالوا لو كنا سارقين لم نردد ذلك إليكم وقيل إنهم كانوا معروفين بأنهم لا يتناولون ما ليس لهم فلذلك قالوا ذلك * فقيل لهم فما جزاء من كان سرق ذلك فقالوا جزاؤه في حكمنا بأن يسلم لفعله ذلك إلى من سرقه حتى يسترقه * حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو عن أسباط عن السدى قال قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه تأخذونه فهو لكم فبدأ يوسف بأوعية القوم قبل وعاء أخيه بنيامين ففتشها ثم استخرجها من وعاء أخيه لأنه أخر تفتيشه * حدثنا بشر بن معاذ قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة قال ذكر لنا أنه كان لا ينظر في وعاء إلا استغفر الله تأثما مما قرفهم به حتى بقى أخوه وكان أصغر القوم قال ما أرى هذا أخذ شيئا قالوا بلى فاستبرئه إلا وقد علموا حيث وضعوا سقايتهم ثم استخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك يعنى في حكم الملك ملك مصر وقضائه لأنه لم يكن من حكم ذلك الملك وقضائه أن يسترق السارق بما سرق ولكنه أخذه بكيد الله له حتى أسلمه رفقاؤه وإخوته بحكمهم عليه وطيب أنفسهم بالتسليم * حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا شبابة قال حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله ما كان ليأخذ أخاه في دين إلا بعلة كادها الله له فاعتل بها يوسف فقال أخوة يوسف حينئذ إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل يعنون بذلك يوسف * وقد قيل إن يوسف كان سرق صنما لجده أبى أمه فكسره فعيروه بذلك ذكر من قال ذلك * حدثني أحمد بن عمرو البصري قال حدثنا الفيض بن الفضل قال حدثنا مسعر عن أبي حصين عن سعيد بن جبير إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل قال سرق يوسف صنما لجده أبى أمه فكسره وألقاه في الطريق فكان اخوته يعيبونه بذلك * وقد حدثنا أبو كريب قال حدثنا ابن إدريس قال سمعت أبي قال كان
(٢٤٨)