فقال لهم ائتوني بأخيكم من أبيكم لا حمل لكم بعيرا آخر فتزدادوا به حمل بعير ألا ترون أنى أوف الكيل فلا أبخسه أحدا وأنا خير المنزلين وأنا خير من أنزل ضيفا على نفسه من الناس بهذه البلدة فأنا أضيفكم فإن لم تأتوني بأخيكم من أبيكم فلا طعام لكم عندي أكيله ولا تقربوا بلادي وقال لفتيانه الذين يكيلون الطعام لهم اجعلوا بضاعتهم وهى ثمن الطعام الذي اشتروه به في رحالهم * حدثنا بشر قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة اجعلوا بضاعتهم في رحالهم أي ورقهم فجعلوا ذلك في رحالهم وهم لا يعلمون فلما رجع بنو يعقوب إلى أبيهم قالوا ما حدثنا به ابن وكيع قال حدثنا عمرو عن أسباط عن السدى فلما رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا إن ملك مصر أكرمنا كرامة لو كان رجلا من ولد يعقوب ما أكرمنا كرامته وإنه ارتهن شمعون وقال ائتوني بأخيكم هذا الذي عطف عليه أبو كم بعد أخيكم الذي هلك فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربوني أبدا قال يعقوب هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حفظا وهو أرحم الراحمين قال فقال لهم يعقوب إذا أتيتم ملك مصر فاقرؤه منى السلام وقولوا له إن أبانا يصلى عليك ويدعو لك بما أوليتنا * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال خرجوا حتى إذا قدموا على أبيهم وكان منزلهم فيما ذكرني بعض أهل العلم بالعربات من أرض فلسطين بغور الشأم وبعضهم يقول بالاولاج من ناحية الشغب أسفل من حسمى فلسطين وكان صاحب بادبة له ابل وشاء فلما رجع إخوة يوسف إلى والدهم يعقوب قالوا له يا أبانا منع منا الكيل فوق حمل أباعرنا ولم يكل لكل واحد منا إلا كيل بعير فأرسل معنا أخانا بنيامين يكتل لنفسه وإنا له لحافظون فقال لهم يعقوب هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فالله خير حفظا وهو أرحم الراحمين ولما فتح ولد يعقوب الذين كانوا خرجوا إلى مصر للميرة متاعهم الذي قدموا به من مصر وجدوا ثمن طعامهم الذي اشتروه به رد إليهم فقالوا لوالدهم (يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل
(٢٤٥)