ثم قال إني أرى هذا الرجل الذي جئتم به ليس معه ثان فسأضمه إلى فيكون منزله معي فأنزلهم رجلين رجلين في منازل شتى وأنزل أخاه معه فآواه إليه فلما خلا به قال إني أنا أخوك أنا يوسف لا تبتئس بشئ فعلوه بنا فيما مضى فإن الله قد أحسن إلينا فلا تعلمهم شيئا مما أعلمتك قول الله عز وجل (ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون) يقول له فلا تبتئس فلا تحزن فلما حمل يوسف ابن اخوته ما حملها من الميرة وقضى حاجتهم ووفاهم كيلهم جعل الاناء الذي كان يكيل به الطعام وهو الصواع في رحل أخيه بنيامين * حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا عفان قال حدثنا عبد الواحد عن يونس عن الحسن أنه كان يقول الصواع والسقاية سواءهما الاناء الذي يشرب فيه وجعل ذلك في رحل أخيه والأخ لا يشعر فيما ذكر * حدثنا ابن وكيع قال حدثنا عمرو عن أسباط عن السدى (فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أحيه) والأخ لا يشعر فلما ارتحلوا أذن مؤذن قبل أن ترتحل العير إنكم لسارقون * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال حمل لهم بعيرا بعيرا وحمل لأخيه بنيامين بعيرا باسمه كما حمل لهم ثم أمر بسقاية الملك وهو الصواع وزعموا أنها كانت من فضة فجعلت في رحل أخيه بنيامين ثم أمهلهم حتى إذا انطلقوا فأمعنوا من القرية أمر بهم فأدركوا واحتبسوا ثم نادى مناد أيتها العير إنكم لسارقون وانتهى إليهم رسوله فقال لهم فيما يذكرون ألم نكرم ضيافتكم ونوفكم كيلكم ونحسن منزلكم ونفعل بكم ما لم نفعل بغيركم وأدخلناكم علينا في بيوتنا وصار لنا علكيم حرمة أو كما قال لهم قالوا بلى وما ذاك قال سقاية الملك فقدناها ولايتهم عليها غيركم قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين وكان مجاهد يقول كانت العير حميرا * حدثني بذلك الحارث قال حدثنا عبد العزيز قال حدثنا سفيان قال أخبرني رجل عن مجاهد * وكان فيما نادى به منادى يوسف من جاء بصواع الملك فله حمل بعير من الطعام وأنا بإيفائه ذلك زعيم يعنى كفيل وإنما قال القوم لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض
(٢٤٧)