وأما حديث عمران ففيه محمد بن يونس الكديمي وقد كذبوه، ومن طريق خالد طليق وقد ضعفوه، ومن طريق فيه مجاهيل وأما حديث عائشة فلا يعرف إلا من حديث عبادة بن صهيب. وقال النسائي: هو متروك. وقال ابن حبان:
يروى المناكير عن المشاهير حتى إذا سمعها المبتدى شهد لها بالوضع.
الحديث الرابع عشر في سد الأبواب غير بابه: فيه عن سعد بن أبي وقاص وابن عباس وزيد بن أرقم وجابر.
فأما حديث سعد فله طريقان: الطريق الأول: أنبأنا ابن الحصين قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا أحمد بن جعفر قال حدثنا عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي قال حدثنا حجاج قال حدثنا نطر عن عبد الله بن شريك عن عبد الله بن الرقيم الكناني قال: " خرجنا إلى المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالك بها، فقال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب على ".
الطريق الثاني: أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد ابن الصقر قال أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الجراني قال أنبأنا الحسن بن رشيق قال حدثنا أحمد بن شعيب النسائي قال حدثنا أحمد بن يحيى قال حدثنا على ابن قادم قال أنبأنا إسرائيل عن عبد الله بن شريك عن الحارث بن مالك قال:
" أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص فقلت: هل سمعت لعلي بن أبي طالب منقبة؟ قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي فينا ليلا ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فلما أصبح أتاه عمه، فقال: يا رسول الله أخرجت أصحابك وأعمامك وأسكنت هذا الغلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: منا أنا بالذي أمرت بإخراجكم ولا بإسكان هذا الغلام إن الله عز وجل هو أمر به ".