هذا حديث باطل مسندا وموقوفا لم يقله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا معاذ. وفى الاسناد الأول خالد بن يزيد قال يحيى وأبو حاتم الرازي: هو كذاب، وجنادة بن المغلس قال عبد الله بن أحمد: عرضت على أبي أحاديث سمعتها من جنادة، فأنكرها وقال هي موضوعة وهي كذب. قال ابن حبان:
كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، ومندل بن علي قد ضعفه أحمد ويحيى والنسائي. وقال ابن حيان: يستحق الترك.
وفى الطريق الثاني طلحة بن زيد. قال النسائي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج بخبره.
باب عقوبة فسقة العلماء أنبأنا المحمدان ابن ناصر وابن عبد الباقي قالا أنبأنا حمد بن أحمد قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ قال حدثنا سليمان بن أحمد قال حدثنا موسى بن محمد السيريني قال حدثنا عبد الملك بن إبراهيم الجندي قال حدثنا عبد الله بن عبد العزيز العمرى عن أبي طوالة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم " للزبانية أسرع إلى فسقة حملة القرآن منهم إلى عبدة الأوثان، فيقولون يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان؟ فيقال لهم ليس من علم كمن لا يعلم ".
وقد رواه جابر بن مرزوق الجدي عن العمرى. وهو حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما وضعه من يقصد وهن العلماء، وإنما تبدأ في العقاب بالأعظم جرما، وجرم الكفر أعظم من جرم الفسق، ولهذا فلي الصحيحين " أول ما يقضى بين الناس في الدماء ". وجابر بن مرزوق ليس بشئ.
ولعل عبد الملك الجدي أخذه منه. قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج بجابر بن مرزوق فإنه روى هذا الحديث وهو خبر باطل، ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا رواه أنس.