وقال يحيى: كان كذابا خبيثا. وقال الدارقطني: متروك.
وأما حديث ابن عباس فالطريقان من عمل سليمان بن عيسى وقد ذكر في طريق مجاهدا وفى الأخرى طاوسا. قال السعدي: هو كذاب مصرح. وقال ابن عدى: يضع الحديث.
وأما حديث ابن نسطور فباطل ورجاله مجهولون، ولا يعرف جعفر بن نسطور، وليس في الصحابة من اسمه جعفر إلا جعفر بن أبي طالب. وقد ذكروا لابي سفيان بن الحرث ولدا يقال له جعفر له صحبة ولا يثبت ذلك.
وأعلم أن هذه الأحاديث من الموضوعات التي تتنزه الشريعة عن مثلها، فإن المشي حافيا يؤذى العين والقدم ولا يمكن معه توقى النجاسات. وقد رأينا في طلاب العلم من يمشي حافيا عملا بهذه الأحاديث الموضوعة، ولو علم أن هذا لا يصح وأنه يحتوى على شهرة زهد لم يفعل فالله در العلم.
باب تعلم العلم في الصبا أنبأنا محمد بن عبد الباقي البزاز قال أنبأنا هناد بن إبراهيم النسفي قال أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن الفارسي قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البلخي قال حدثنا محمد بن خالد بن يزيد قال حدثنا عطية بن بقية قال حدثنا أبي [أبو] بقية بن الوليد عن معمر الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من تعلم العلم وهو شاب كان بمنزلة وسم في حجر، ومن تعلمه بعد ما كبر فهو بمنزلة كتاب على ظهر الماء ".
هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهناد لا يوثق به، و [أبو] بقية مدلس يروى عن الضعفاء وأصحابه يسوون حديثه ويحذفون الضعفاء منه.