الباب الثاني في قوله عليه السلام " من كذب على متعمدا " لهذا الحديث سبب نذكره قبل ذكر طرقه أنبأنا محمد بن ناصر قال أنبأنا أبو منصور محمد بن أحمد الخياط قال أنبأنا أبو بكر بن الأخضر قال حدثنا عمر بن شاهين قال حدثنا البغوي قال حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال حدثنا علي بن مسهر عن صالح بن حيان عن ابن بريدة عن أبيه قال: جاء رجل إلى قوم في جانب المدينة، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أحكم فيكم برأيي وفى أموالكم، وفى كذا، وفى كذا، وكان خطب امرأة منهم في الجاهلية فأبوا أن يزوجوه، ثم ذهب حتى نزل على المرأة، فبعث القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كذب عدو الله، ثم أرسل رجلا فقال إن وجدته حيا فاقتله، وإن أنت وجدته ميتا فحرقه بالنار، فانطلق فوجده قد لدغ فمات فحرقه بالنار، فعند ذلك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ".
أنبأنا محمد بن عبد الملك بن خيرون قال أنبأنا إسماعيل بن مسعدة قال أنبأنا حمزة بن يوسف قال أنبأنا أبو أحمد بن عدى قال حدثنا الحسن بن محمد بن عنبر قال حدثنا الحجاج بن يوسف الشاعر قال حدثنا زكريا بن عدى حدثنا علي بن مسهر عن صالح بن حيان عن ابن بريدة عن أبيه قال: " كان حي من بنى ليث من المدينة على ميلين، وكان رجل قد خطب منهم في الجاهلية فلم يزوجوه فأتاهم وعليه حلة، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كساني هذه الحلة وأمرني أن أحكم في أموالكم ودمائكم، ثم انطلق فنزل على تلك المرأة التي كان يحبها فأرسل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كذب عدو الله ثم أرسل