قال: فمضينا معه، وكنت أنا ويزيد بن أنس الأسدي، وأحمر بن سليط، وعبد الله بن كامل، وأبو عمرة كيسان، مولى بجيلة، الذي يقول الناس: قد جاوره أبو عمرة، وكان من بعد ذلك على شرط المختار.
قال الشعبي: فأتينا إبراهيم بن الأشتر، وهو جالس في صحن داره، فسلمنا عليه، فتناول يد المختار، وأجلسه معه على مقعدة كان عليها.
وتكلم المختار وكان مفوها، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال:
إن الله قد أكرمك، وأكرم أباك من قبلك بموالاة بني هاشم ونصرتهم، ومعرفة فضلهم، وما أوجب الله من حقهم، وقد كتب إليك محمد بن علي بن أبي طالب - يعني ابن الحنفية - هذا الكتاب بحضرة هؤلاء النفر الذين معي.
فقال القوم جميعا: نشهد أن هذا كتابه، رأيناه حين كتبه.
ثم ناوله، ففتحه وقرأه، فإذا فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد بن علي إلى إبراهيم الأشتر، أما بعد فإن المختار بن أبي عبيد على الطلب بدم الحسين، فساعده في ذلك، وآزره يثبك الله ثواب الدنيا، وحسن ثواب الآخرة.
فلما قرأ إبراهيم بن الأشتر الكتاب قال للمختار:
سمعا وطاعة لمحمد بن علي، فقل ما بدا لك، وادع إلى ما شئت.
فقال المختار: أ تأتينا، أو نأتيك في أمرنا؟
فقال إبراهيم: بل أنا آتيك كل يوم إلى منزلك.
قال الشعبي: فكان إبراهيم بن الأشتر يركب إلى المختار في كل يوم في نفر من مواليه وخدمه.
قال الشعبي: ودخلتني وحشة من شهادة النفر الذين كانوا معي، على أنهم رأوا