يا ابن الأشتر، أ لم آمرك ألا تبرح من منزلك؟
فقال له إبراهيم: أنت والله - ما علمت - أحمق.
فقال للجلاوزة: نكسوه.
فانتضى إبراهيم سيفه، وشد على إياس، فضربه حتى قتله. ثم حمل على الجلاوزة، فانحرفوا عنه، ومضى إبراهيم.
وبلغ عبد الله بن مطيع الخبر، فأمر بطلب إبراهيم، ووجه إلى منزله.
وبلغ ذلك المختار، فوجه إلى إبراهيم بمائة فارس، فلما وافوه حمل على أصحاب ابن مطيع، فانهزموا عنه، فأقبل إبراهيم نحو دار الإمارة، ووافاه المختار في سبعة آلاف فارس.
فتحصن ابن مطيع في القصر، وبعث إلى الحرس والجند.
فوافاه منهم نحو ثلاثة آلاف رجل، فنادى (يا لثارات الحسين) فوافاه زهاء عشرة آلاف رجل ممن بايعه على الطلب بدم الحسين.
وفي ذلك يقول عبد الله بن همام:
وفي ليلة المختار ما يذهل الفتى * ويزويه عن رود الشباب شموع دعا، يا لثارات الحسين فأقبلت * كتائب من همدان بعد هزيع ومن مذحج جاء الرئيس ابن مالك * يقود جموعا أردفت بجموع ومن أسد وافى يزيد لنصره * بكل فتى ماضي الجنان منيع وخرج ابن مطيع من القصر، واجتمع إليه الجنود، ونهد (2) إليه المختار في أصحابه، وعلى مقدمته ابن الأشتر، فالتقوا، فاقتتلوا، فقتل من أصحاب ابن مطيع بشر كثير، فانهزموا.
وبادر ابن مطيع إلى القصر، فتحصن فيه في طائفة من أصحابه، وأقبلت همدان حتى تسلقوا القصر بالحبال من ناحية دار عمارة بن عقبة بن أبي معيط.