في قصر بنيته للإمام بأمره وماله، وأما قتلي من قتلت من الخوارج فقد قتلهم قبلي من هو خير مني، علي بن أبي طالب رضي الله عنه. غير أني فكرت في بني أبي، وأولادهم، فندمت على تركي إخراجهم من البصرة قبل وقوع ما وقع، وفكرت في بيوت الأموال بالكوفة والبصرة ألا أكون فرقتها وبددتها في الناس عندما ورد على من وفاه الخليفة، فكنت أكتسب بذلك حمدا في الناس وذكرا.
قلت: فما تريد أن تصنع الآن؟
قال: إن وافيت دمشق، وقد اجتمع الناس على إمام دخلت فيما دخلوا فيه، وإن لم يكونوا اجتمعوا على أحد كانوا غنما، قلبتها كيف شئت.
(خلافة مروان بن الحكم) قال: فسرنا حتى دخلنا دمشق، والناس مختلفون، لم يملكوا عليهم أحدا، وقد كان مروان بن الحكم هم باللحاق بعبد الله بن الزبير ليبايعه، ويكون معه.
فدخل عبيد الله، وعنفه في ذلك، وقال:
- أنت سيد قومك، وأحق الناس بهذا الأمر، فمد يدك أبايعك.
فقال مروان: وما تبلغ بيعتك وحدك؟ اخرج إلى الناس وناظرهم في ذلك.
فخرج من عنده، ولقي جماعة بني أمية، فعنفهم في ذلك، وفي تخاذلهم، وحملهم على بيعة مروان، فاجتمعوا، وبايعوه.
وتزوج مروان أم خالد بنت هاشم بن عتبة، التي كانت امرأة يزيد بن معاوية، فلما تم لملك مروان بن الحكم تسعة أشهر قتلته امرأته أم خالد.
وذلك أن مروان نظر يوما إلى ابنها خالد بن يزيد بن معاوية، وهو غلام من أبناء سبع سنين، يمشي مشية أنكرها، فقال له: ما هذه المشية يا بن الرطبة؟.
فشكا الغلام ذلك إلى أمه، فقالت له: إنه لا يقول بعد هذا.
فسقته السم، فلما أحس بالموت جمع بني أمية وأشراف أهل الشام، فبايع لابنه عبد الملك.