ومكنه المنذر من اللهو والقيان، فكان يركب النجائب، وتركب وراءه الصناجات (1) يلهينه ويطربنه، وتجرد لطرد الوحش على تلك الحال، فضرب به المثل، فتوة ورخاء بال.
(مقتل عمرو بن تبع) قالوا: ولما قتل عمرو بن تبع أخاه حسان بن تبع وأشراف قومه تضعضع أمر الحميرية فوثب رجل منهم لم يكن من أهل بيت الملك يقال له صهبان ابن ذي خرب على عمرو بن تبع، فقتله، واستولى على الملك.
(صهبان والعدنانيون بتهامة) قال: وهو الذي سار إلى تهامة لمحاربة ولد معد بن عدنان، وكان سبب ذلك أن معدا لما انتشرت تباغت وتظالمت، فبعثوا إلى صهبان يسألونه أن يملك عليهم رجلا يأخذ لضعيفهم من قويهم، مخافة التعدي في الحروب، فوجه إليهم الحارث بن عمرو الكندي، واختاره لهم، لأن معدا أخواله، أمه امرأة من بني عامر بن صعصعة، فسار الحارث إليهم بأهله وولده، فلما استقر فيهم ولى ابنه حجر بن عمرو، وهو أبو امرئ القيس الشاعر، على أسد وكنانة، وولى ابنه شرحبيل على قيس وتميم، وولى ابنه معدى كرب، وهو جد الأشعث بن قيس، على ربيعة.
فمكثوا كذلك إلى أن مات الحارث بن عمرو، فأقر صهبان كل واحد منهم في ملكه، فلبثوا بذلك ما لبثوا، ثم إن بنى أسد وثبوا على ملكهم حجر ابن عمرو، فقتلوه، فلما بلغ ذلك صهبان وجه إلى مضر عمرو بن نابل اللخمي وإلى ربيعة لبيد بن النعمان الغساني، وبعث برجل من حمير يسمى أوفى بن عنق الحية، وأمره أن يقتل بني أسد أبرح القتل، فلما بلغ ذلك أسدا وكنانة