وتؤخذ أدمغتهم فيغذى بها تانك الحيتان. وكان له وزير من قومه، فولى وزارته رجلا من ولد أرفخشذ يسمى إرمياييل، فكان إذا أتي بالرجال ليذبحوا استحيا منهم اثنين، وجعل مكانهما كبشين من الغنم، وأمر الرجلين أن يذهبا حيث لا يوجد أثرهما، فكانوا يصيرون إلى الجبال، فيكونون فيها، ولا يقربون القرى والأمصار، فيقال إنهم أصل الأكراد (1) .. (بعثه هود) وملك بعد شديد بن عمليق أخوه شداد بن عمليق بن عاد بن إرم، فعتا، وتجبر، فبعث الله إليه هودا عليه السلام رسولا، وكان من صميم قومه وأشرافهم، وهو هود بن خالد بن الخلود بن العيص بن عمليق بن عاد، فلم يحفل به، فأهلكه، ومن كفر معه من عاد، كما قد قصة الله تبارك وتعالى في كتابه، وهو أصدق الحديث. (2) قال: ونشأ في ذلك الدهر عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، فولد له فالغ بن عابر، ثم ولد له بعد ذلك قحطان بن عابر، قال: وإنما سمي قحطان لقحطه القحوط، وطرده بالسخاء والجود، ثم ولد له لأم بن عابر، فكان أعبد أهل عصره، وكانت أسفار آدم وشيث ونوح وقعت إليه، فدرسها، وعلمها.
ثم إن الضحاك البيوراسف طلبه ليفتنه عن دينه، فهرب منه بأهله وولده من مدينة بابل حتى حل بمفازة من أرض الروم، فقبره بها، ويقال: إن مكان قبره معروف حتى الآن.