نظير ما إذا قلنا جاء زيد ثم عمرو، فإنه يدل على تأخر مجيئي عمرو عن مجيئي زيد بحسب الواقع ونفس الآمر والألم يصح استعماله فيه.
وأما إذا لم يكن المتكلم في مقام بيان ذلك بل كان في مقام الاخبار أو الانشاء فلا يتم ما أفاده (قده). وذلك لان القضية الشرطية عندئذ لا تدل إلا على أن أخبار المتكلم عن وجود الجزاء متفرع على فرض وجود الشرط أو انشاء الحكم واعتباره متفرع على فرض وجوده وتحققه وأما أن وجود الجزاء واقعا مترتب على وجود الشرط فلا دلالة للقضية على ذلك أصلا، ضرورة أنه لا مانع من أن يكون الاخبار عن وجود العلة متفرعا على فرض وجود المعلول في الخارج والاخبار عن وجود أحد المتلازمين متفرعا على فرض وجود الملازم الآخر فيه والسر فيه هو أنه لا يعتبر في ذلك الا فرض المتكلم شيئا مفروض الوجود في الخارج ثم أخبر عن وجود شئ آخر متفرعا على وجوده ومعلقا عليه كقولنا (إن كان النهار موجودا فالشمس طالعة) حيث أن المتكلم فرض وجود النهار في الخارج ثم أخبر عن طلوع الشمس على تقدير وجوده أو فرض وجود شئ فيه ثم انشاء الحكم على هذا التقدير كقولنا (ان جاءك زيد فأكرمه) حيث أنه جعل وجوب الاكرام على تقدير تحقق مجيئه في الخارج وهكذا.
وعلى الجملة فيما أن القضية الشرطية لم توضع للدلالة على أن ترتب الجزاء على الشرط من ترتب المعلول على العلة فبطبيعة الحال تستند دلالتها على ذلك في مورد إلى قرينة حال أو مقال والا فلا دلالة لها على ذلك أصلا.
وأما الركيزة الرابعة: وهي دلالة القضية على كون الشرط علة منحصرة للجزاء فهي واضحة الفساد، لما عرفت من أنها لا تدل على أن ترتب الجزاء على الشرط من ترتب المعلول على العلة فضلا عن دلالتها على أن هذا الترتب من الترتب على العلة المنحصرة.
فالنتيجة لحد الآن: هي أنه لا دلالة للقضية الشرطية على المفهوم