بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٤٩٤
الامر القطعي أو الطريقي للاجزاء بل إنما هو لخصوصية اتفاقية في متعلقهما، كما في الاتمام والقصر، والاخفات والجهر (1).
____________________
ولو في غير حال القطع، إلا ان هذا المقدار من المصلحة يكون ((غير ممكن مع استيفائه استيفاء الباقي منه)): أي يكون الباقي غير ممكن الاستيفاء مع الاتيان بالناقص، والامر انما كان تعيينيا بما هو تام في حال العلم لأجل ان لاتفوت هذه المصلحة اللازمة. ولا في هذين التصويرين من الاجزاء.
لكونه على الأول وهو ما إذا اتى به قاطعا انه هو الواقع مشتملا على تمام مصلحة الواقع، وان كان ما اتى به ناقصا ومخالفا للواقع، لفرض تتميم مصلحة الواقع بمصلحة التسهيل، أو غيرها من المصالح فيسقط المأمور به الواقعي لاستيفاء تمام مصلحته.
واما على التصوير الثاني فيسقط الامر الواقعي لكون الباقي من مصلحته غير ممكنة الاستيفاء بعد الاتيان بالناقص المخالف له، ولذا قال (قدس سره): ((ومعه)): أي ومع ما ذكره من هذين التصويرين ((لا يبقى مجال لامتثال الامر الواقعي)).
(1) أي ان الحال في الامارات على الطريقية حالها حال القطع، لأن المجعول فيها هو المنجزية والمعذرية، وليس على طبقها حكم مجعول، فالقاعدة تقتضي عدم الاجزاء عند انكشاف الخلاف فلابد من الإعادة والقضاء، فإذا قام عند المكلف طريق معتبر في أن المسافة ثمانية فراسخ امتدادية لا ملفقة فاتى بالتمام بعد تجاوز الأربعة، ثم انكشف له ان المسافة الملفقة توجب القصر، أو قام عنده الطريق على وجوب الجهر في ظهر الجمعة ثم انكشف له الخلاف، وانه لابد فيها من الاخفات - مثلا - فالقاعدة تقتضي عدم الاجزاء، الا انه قام الدليل الخاص على الاجزاء فلابد وأن يكون ما أتى به مشتملا على تمام المصلحة بتتميم ما فات من مصلحة الواقع بمصلحة التسهيل فيما إذا انكشف له الخلاف بالعلم: بان ما أتى به ليس هو الواقع، ولم يكن له طريق آخر من الشارع قد أخطأه، وانما حصل له العلم من باب الصدفة الشاذة
(٤٩٤)
مفاتيح البحث: الجهر والإخفات (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 483 484 487 488 489 491 492 494 495 496 499 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443