بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٤١١

____________________
وذهب بعض العامة: إلى ظهوره في الوجوب وانه لافرق في استفادة الوجوب من الصيغة بين كونها غير واردة عقيب الحظر أو واردة عقيبه لأن الصيغة لها معنى حقيقي تحمل عليه إلا إذا قامت القرينة على خلافه وليس قرينة خاصة على خلافه، بل ليس هناك إلا وروده بعد الحظر، ووروده عقيب الحظر دليل على انتهاء أمد المنع والحظر بورود هذا الامر، اما انه له دلالة على أن الصيغة مستعملة بغير داعي الوجوب وفي غير معناها الحقيقي فليس كذلك، ولا أقل من الشك في كون المراد منها المعنى الحقيقي أو المعاني المجازية الاخر، وكلما دار الامر بين المعنى الحقيقي والمجازي فأصالة الحقيقة تعين الحمل على المعنى الحقيقي.
ويرد عليه: ان اصالة الحقيقة من الأصول العقلائية التي عمل بها العقلاء في مقام الشك في وجود القرينة في الكلام، ولم يظهر منهم العمل بها في الكلام المحتف بمحتمل القرينة، وورود الامر عقيب الحظر مما يحتمل كونه قرينة، فلا مجال للعمل بأصالة الحقيقة فلا ظهور للصيغة في الوجوب في المقام.
وذهب جماعة: إلى أن الامر في عقيب الحظر يدل على كون المراد بهذه الصيغة - فعلا - مثل المراد بها قبل ورود هذا الحظر، فهي تابعة لما قبل النهي، فإن كان وجوبا فوجوب، وان كان ندبا فندب، وان كان إباحة فإباحة، واشترطوا شيئا في هذه التبعية وهي ان هذه التبعية انما تكون في مقام يكون الامر الوارد عقيب الحظر معلقا على زوال العلة التي دعت إلى الحظر والنهي مثل قوله تعالى: (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين) (1) فإنه بعد ان أمر بقتل المشركين مطلقا، ثم خصصه بالنهي عن قتل المشركين في الأشهر الحرم، ثم علق الامر بقتل المشركين على زوال العلة التي دعت إلى تحريم قتل المشركين بقوله: (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين (فان العلة التي دعت إلى تحريم قتل المشركين هي

(1) التوبة: الآية 5.
(٤١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 400 402 405 406 409 411 412 414 415 416 420 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443