بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٣٣٩
وأما الدفع، فهو إن استحاله التخلف إنما تكون في الإرادة التكوينية وهي العلم بالنظام على النحو الكامل التام، دون الإرادة التشريعية، وهي العلم بالمصلحة في فعل المكلف. وما لا محيص عنه في التكليف إنما هو هذه الإرادة التشريعية لا التكوينية، فإذا توافقتا فلابد من الإطاعة والايمان، وإذا تخالفتا، فلا محيص عن أن يختار الكفر والعصيان (1).
____________________
إرادته تبارك وتعالى، لاستلزامه الجهل والعجز وغير ذلك مما هو محال قطعا عليه - جل شانه - فإنه إذا أراد شيئا قال له كن فيكون.
هذا كله إذا كان الطلب الحقيقي عين الإرادة الحقيقية واتحادهما مفهوما ووجودا، اما مع الالتزام بمغايرة الطلب الحقيقي للإرادة الحقيقية فلا يلزم شيء، لصحة الالتزام: بان في الأوامر الموجهة إلى الجميع طلبا حقيقيا، ولا إرادة حقيقية، فلا يكون امر الكفار والعصاة صوريا ولا يلزم تخلف المراد عن ارادته لعدم تحقق الإرادة الحقيقية.
(1) وحاصل الدفع ان الامر منوط بالإرادة التشريعية التي هي الطلب الحقيقي التشريعي، وليس مربوطا بالإرادة التكوينية، والتي لا تتخلف عن المراد هي الإرادة التكوينية، ففي امر الكفار والعصاة الطلب الحقيقي الذي هو الإرادة الحقيقية التشريعية متحقق ولا يلزم اشكال، لأن الإرادة التشريعية يجوز تخلفها عن المراد، فأمر الكفار والعصاة امر جدي مسبوق بالإرادة الجدية والطلب الجدي لكنهما التشريعيان لا التكوينيان ولا مانع من تخلفهما عن المراد والمطلوب.
وتوضيحه: لا يخفى، أولا: ان الإرادة التكوينية هي الإرادة في مقام الفعل المتعلقة بايجاد عالم الكون، لا الإرادة الذاتية التي هي عين ذاته وهي حبه لذاته وابتهاجه بذاته، والإرادة في مقام الفعل غير المراد وهو الفعل، وهي التي تصرح بعض الأخبار الواردة عن أئمة الهدى بأنها حادثة لا قديمة، لوضوح انها متعلقة بالفعل وهو المراد، وهو حادث وغير ذاته، بخلاف الإرادة في مقام الذات فان
(٣٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 336 338 339 341 342 343 344 346 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443