____________________
بنحو فنائه في مطابقه مستفاد من نفس الحكاية، لوضوح ان الالفاظ موضوعة للمعاني، والاستعمال ايجاد للفظ بالذات وللمعنى بالعرض، وهو المراد من كونه ايجادا ووجودا تنزيليا للمعنى المجرد عن كل حيثية، وان فناءه في مطابقه ليس جزء المعنى الموضوع له، بل هو من شؤون الاستعمال، وان الغرض من هذا الاستعمال هو الطريق إلى المطابق وهو معنى قصد الحكاية، وليس هو داخلا في المستعمل فيه، وهذا مراد المصنف من قوله: ((فهي دالة على ثبوت النسبة بين طرفيها أو نفيها)) اي سلب النسبة في القضية السالبة، فثبوت النسبة في الجملة الخبرية الايجابية ونفي النسبة وسلبها في القضية الخبرية السالبة ((في نفس الامر)) الأعم من الذهن والخارج، ولكن هذه الدلالة مستفادة من قصد الحكاية لوضوح ان لفظي الموضوع والمحمول في القضية انما يدلان على معناهما المجردين، والنسبة بينهما المستفادة اما من هيئة الجملة أو من الأدوات تدل على ثبوتها بين الطرفين، وأما كون هذا الثبوت في الخارج أو الذهن فليس مدلولا لألفاظ القضية. نعم هو مستفاد من قصد الحكاية، فالجملة بواسطة قصد الحكاية على أن المراد من هذا الثبوت أو السلب تحققه أو نفيه في نفس الامر، لا ان نفس الامر بعض الموضوع له في الجملة.
(1) لا يخفى ان نفس الامر الذي ذكره في بيان شرح حقيقة الصيغ الانشائية غير نفس الامر الذي ذكره في بيان الجمل الخبرية، فان المراد من نفس الامر في الجمل الخبرية هو المحل لمطابق الجمل الخبرية الذي كانت الجمل الخبرية بما لها من الثبوت أو السلب طريقا اليه، اما نفس الامر في الصيغ الانشائية فالمراد منه هو الواقع الذي يحصل بالانشاء، لأن الانشاء ليس فيه حكاية حتى تكون هناك مطابقة أولا مطابقة، وليس وراء قصد الانشاء هناك شيء، فلابد وأن يكون المراد من نفس الامر هو الواقع
(1) لا يخفى ان نفس الامر الذي ذكره في بيان شرح حقيقة الصيغ الانشائية غير نفس الامر الذي ذكره في بيان الجمل الخبرية، فان المراد من نفس الامر في الجمل الخبرية هو المحل لمطابق الجمل الخبرية الذي كانت الجمل الخبرية بما لها من الثبوت أو السلب طريقا اليه، اما نفس الامر في الصيغ الانشائية فالمراد منه هو الواقع الذي يحصل بالانشاء، لأن الانشاء ليس فيه حكاية حتى تكون هناك مطابقة أولا مطابقة، وليس وراء قصد الانشاء هناك شيء، فلابد وأن يكون المراد من نفس الامر هو الواقع