بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ٣٣٠
إن قلت: فماذا يكون مدلولا عليه عند الأصحاب والمعتزلة (1)؟
____________________
(1) قد عرفت ان الأشاعرة المدعين للكلام النفسي الذي كانت المغايرة بين الطلب والإرادة من متفرعاته، ولاجل انهم قالوا به قالوا: بان مدلول الكلام اللفظي صفة أخرى في النفس هي الكلام النفسي وهي غير الإرادة والعلم وغير الاستفهام والترجي وتلك الصفة هي الكلام النفسي القديم بقدم الذات، وهي الخلاف المشؤوم في الاسلام الذي ذهب ما لا يحصى من النفوس ضحية له في مسألة القول بخلق القرآن وحدوثه أو قدمه بقدم ذاته تعالى، فإنه لا شبهة ان القرآن اللفظي ليس بقديم عند الأشاعرة: أي الالفاظ التي نزل بها جبرئيل على لسان رسول الله ليست بقديمة، لكونها متصرمة زمانية نزلت في زمان معين وهي تدريجية تصرمية، فاطلاق لفظ المتكلم عليه تعالى عندهم ليس باعتبار هذه الالفاظ، بل قالوا: ان مداليل هذه الالفاظ هو الكلام القديم وهو الكلام النفسي، واطلاق المتكلم عليه تعالى باعتبار هذا الكلام الذي هو مدلول الكلام اللفظي، فمدلول الكلام اللفظي هو الكلام النفسي القديم عندهم والذي هو غير هذه الصفات المعروفة.
فالمتحصل من كلام الأشاعرة: ان هناك كلاما نفسيا في قبال الصفات المعروفة وهو مدلول للكلام اللفظي، فدعوى الأشاعرة ترجع إلى أمرين:
- هو وجود صفة غير هذه الصفات المعروفة.
- وان تلك الصفة هي مدلول الكلام اللفظي، ولو كانت تلك الصفة التي ادعاها الأشاعرة غير مربوطة بالكلام لما صح تقسيم الكلام عندهم إلى كلام لفظي ونفسي.
فأنكر العدلية على الأشاعرة هذه الدعوى وانه ليس في النفس صفة غير الصفات المعروفة هي من صفات الذات القديمة بقدم الذات، وانه ليس في صفات الذات صفة أخرى غير العلم والإرادة والكراهة لها تعلق بالكلام اللفظي.
فربما يتوهم أحد ان معنى هذا الكلام من العدلية المعتزلة والأصحاب هو كون هذه الصفات: أي العلم والإرادة هي المدلول للكلام اللفظي، وليس غرض
(٣٣٠)
مفاتيح البحث: مدرسة المعتزلة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 322 324 327 328 329 330 331 332 336 338 339 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443