ثانيا: تراث الشيخ الطوسي يعد الشيخ الطوسي من النوابغ الذين أحاطوا بمجموعة من العلوم إحاطة تامة وكاملة بلغ منتهاها وغايتها، فألف في جميع أصناف العلوم وصارت تصانيفه المنبع الأول والمصدر الوحيد لمعظم المؤلفين في القرون اللاحقة، لأنها كانت تحتوي على الأصول القديمة المفقودة وإضافات الشيخ وإبداعاته، وقد صنف الشيخ في كافة العلوم الإسلامية وخلف بذلك تراثا ضخما إستفاد منه الشيعة خلال القرون العشرة الماضية ولا زال. وللدلالة على أهمية مصنفات الشيخ الطوسي يكفي أن نشير إلى أن الشيعة تمتلك 8 أصول، أربعة في علم الحديث وأربعة في علم الرجال، وقد صنف الشيخ خمسة (2 في علم الحديث و 3 في علم الرجال) من هذه الأصول الثمانية وهي: (التهذيب) (والاستبصار) و (الفهرست) و (الرجال) و (اختيار معرفة الرجال). وأيضا يعد الطوسي منتهى إجازات علماء الشيعة في علم الحديث حيث أن انتشار ونقل
(مقدمة ٤٩)