ومنها: (ما) في ما لا يعقل إذا وقعت الموقع الذي ذكرناه من المجازاة والاستفهام (١) ومتى كانت معرفة لم تكن مستغرقة كما قلناه في (من) سواء.
ومن الناس من قال: ان (ما) يعم ما يعقل وما لا يعقل وهي أعم من (من) وذلك محكى عن قوم من النحويين (٢).
ومنها (أي) فإنها تستغرق ما يعقل وما لا يعقل وهي أعم من اللفظتين معا ولأجل هذا إذا قال: (أي شئ عندك) يحسن ان يجاب بما يعقل وما لا يعقل الا انها لا تفيد الاستغراق كما تفيد (من) (وما) الا ان يدل دليل على ذلك فيحكم له بحكم الاستغراق.
ومنها: (متى) في الأوقات لأنها تجرى في تناول جميع الأوقات مجرى (من) في تناولها لجميع العقلاء وذلك نحو ان يقول القائل: (متى جئتني جئتك) فان ذلك لا يختص وقتا دون وقت بل يتناول جميع الأوقات.
ومنها: (أين) في المكان نحو قول القائل: (أين زيد) يحسن ان يجيبه بذكر كل مكان فعلم أنه متناول له.
ومنها: لفظي النفي إذا دخل على النكرات نحو قول القائل: (ما رأيت أحدا) و (ما جاءني من أحد) فان ذلك يفيد الاستغراق.
ومنها: أسماء الأجناس إذا دخلها الألف واللام ولم يرد بها التعريف نحو قوله تعالى: ﴿والعصر ان الانسان لفي خسر﴾ (3) ونحو قولهم: (أهلك الناس الدنيا والدرهم) لان ذلك يفيد الجنس كله ومتى كان التعريف كان مختصا بما عرف به نحو قول القائل: (رأيت الانسان) يشير به إلى انسان معهود متقدم.
فاما إذا كان خاليا من الألف واللام فإنه يفيد واحدا لا بعينه نحو قول القائل: