يقول ذلك فقلت السلام عليكم أأدخل؟ فأذن لي فدخلت فقلت بم أتيتنا؟ قال " لم آتكم إلا بخير أتيتكم بأن تعبدوا الله وحده لا شريك له وأن تدعوا اللات والعزى وأن تصلوا بالليل والنهار خمس صلوات وأن تصوموا من السنة شهرا وأن تحجوا البيت وأن تأخذوا الزكاة من أغنيائكم فتردوها على فقرائكم " قال فقال فهل بقي من العلم شئ لا تعلمه؟ قال " قد علمني الله عز وجل خيرا وإن من العلم ما لا يعلمه إلا الله عز وجل: الخمس (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام) " الآية وهذا إسناد صحيح وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد جاء رجل من أهل البادية فقال إن امرأتي حبلى فأخبرني ما تلد وبلادنا مجدبة فأخبرني متى ينزل الغيث وقد علمت متى ولدت فأخبرني متى أموت فأنزل الله عز وجل (إن الله عنده علم الساعة - إلى قوله - عليم خبير) قال مجاهد وهي مفاتيح الغيب التي قال الله تعالى (وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو) رواه ابن أبي حاتم وابن جرير. وقال الشعبي عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: من حدثك أنه يعلم ما في غد فقد كذب ثم قرأت (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا) وقوله تعالى (وما تدري نفس بأي أرض تموت) قال قتادة أشياء استأثر الله بهن فلم يطلع عليهن ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا (إن الله عنده علم الساعة) فلا يدري أحد من الناس متى تقوم الساعة في أي سنة أو في أي شهر أو ليل أو نهار (وينزل الغيث) فلا يعلم أحد متى ينزل الغيث ليلا أو نهارا (ويعلم ما في الأرحام) فلا يعلم أحد ما في الأرحام أذكر أم أنثى أحمر أو أسود وما هو (وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا) أخير أم شر ولا تدري يا ابن آدم متى تموت لعلك الميت غدا لعلك المصاب غدا (وما تدري نفس بأي أرض تموت) أي ليس أحد من الناس يدري أين مضجعه من الأرض أفي بحر أم بر أو سهل أو جبل. وقد جاء في الحديث " إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة " فقال الحافظ أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير في مسند أسامة بن زيد حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن أبي المليح عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما جعل الله ميتة عبد بأرض إلا جعل له فيها حاجة " وقال عبد الله ابن الإمام أحمد حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان عن أبي إسحاق عن مطر بن عكامس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا قضى الله ميتة عبد بأرض جعل له إليها حاجة " وهكذا رواه الترمذي في القدر من حديث سفيان الثوري به ثم قال حسن غريب ولا يعرف لمطر عن النبي صلى الله عليه وسلم غير هذا الحديث وقد رواه أبو داود في المراسيل فالله أعلم. وقال الإمام أحمد حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن أبي المليح بن أسامة عن أبي عزة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أراد الله قبض روح عبد بأرض جعل له فيها - أو قال بها - حاجة " وأبو عزة هذا هو بشار بن عبيد الله ويقال ابن عبد الهذلي وأخرجه الترمذي من حديث إسماعيل بن إبراهيم وهو ابن علية وقال صحيح. وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن عصام الأصفهاني حدثنا المؤمل بن إسماعيل حدثنا عبيد الله بن أبي حميد عن أبي المليح عن أبي عزة الهذلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة فلم ينته حتى يقدمها " ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله عنده علم الساعة - إلى - عليم خبير) (حديث آخر) قال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا أحمد بن ثابت الجحدري ومحمد بن يحيى القطعي قالا حدثنا عمر بن علي حدثنا إسماعيل عن قيس عن عبد الله قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة " ثم قال البزار وهذا الحديث لا نعلم أحدا يرفعه إلا عمر بن علي المقدمي. وقال ابن أبي الدنيا حدثني سليمان بن أبي مسيح قال أنشدني محمد بن الحكم لأعشى همدان فما تزود مما كان يجمعه * سوى حنوط غداة البين مع خرق وغير نفحة أعواد تشب له * وقل ذلك من زاد لمنطلق لا تأسين على شئ فكل فتى * إلى منيته سيار في عنق وكل من ظن أن الموت يخطئه * معلل بأعاليل من الحمق بأيما بلدة تقدر منيته * إن لا يسير إليها طائعا يبق أورده الحافظ ابن عساكر رحمه الله في ترجمة عبد الرحمن بن عبد الله بن الحارث وهو أعشى همدان وكان الشعبي زوج أخته وهو مزوج بأخت الشعبي أيضا وقد كان ممن طلب العلم والتفقه ثم عدل إلى صناعة الشعر فعرف به وقد روى