النور الذي كنت جعلته لآبائي، وللعبد الصالح قسطيطينوس الملك، فلما نبأ به أهل المدينة ركبوا إليه، وساروا معه حتى أتوا مدينة أفسوس، فتلقاهم أهل المدينة، وساروا معه حتى صعدوا نحو الكهف حتى أتوه فلما رأى الفتية تيذوسيس، فرحوا به، وخروا سجودا على وجوههم وقام تيذوسيس قدامهم، ثم اعتنقهم وبكى، وهم جلوس بين يديه على الأرض يسبحون الله ويحمدونه، ويقول: والله ما أشبه بكم إلا الحواريون حين رأوا المسيح.
وقال: فرج الله عنكم، كأنكم الذي تدعون فتحشرون من القبور فقال الفتية لتيذوسيس:
إنا نودعك السلام، والسلام عليك ورحمة الله، حفظك الله، وحفظ لك ملكك بالسلام، ونعيذك بالله من شر الجن والإنس فأمر بعيش من خلر ونشيل. إن أسوأ ما سلك في بطن الانسان أن لا يعلم شيئا إلا كرامة إن أكرم بها، ولا هوان إن أهين به.
فبينما الملك قائم، إذ رجعوا إلى مضاجعهم، فناموا، وتوفي الله أنفسهم بأمره. وقام الملك إليهم، فجعل ثيابه عليهم، وأمر أن يجعل لكل رجل منهم تابوت من ذهب فلما أمسوا ونام، أتوه في المنام، فقالوا: إنا لم نخلق من ذهب ولا فضة، ولكنا خلقنا من تراب وإلى التراب نصير، فاتركنا كما كنا في الكهف على التراب حتى يبعثنا الله منه فأمر الملك حينئذ بتابوت من ساج، فجعلوهم فيه، وحجبهم الله حين خرجوا من عندهم بالرعب، فلم يقدر أحد على أن يدخل عليهم. وأمر الملك فجعل كهفهم مسجدا يصلى فيه، وجعل لهم عيدا عظيما، وأمر أن يؤتى كل سنة. فهذا حديث أصحاب الكهف.
17308 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، قال: بعثهم الله يعني الفتية أصحاب الكهف وقد سلط عليهم ملك مسلم، يعني على أهل مدينتهم وسلط الله على الفتية الجوع، فقال قائل منهم: كم لبثتم قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم قال: فردوا علم ذلك إلى الله، قالوا ربكم أعلم بما لبثتم فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة وإذا معهم ورق من ضرب الملك الذي كانوا في زمانه فليأتكم برزق منه: أي بطعام ولا يشعرن بكم أحدا. فخرج أحدهم فرأى المعالم متنكرة حتى انتهى إلى المدينة، فاستقبله الناس لا يعرف منهم أحدا فخرج ولا