حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا عبيد بن سليمان، قال: سئل الضحاك عن الجن: هل كان فيهم نبي قبل أن يبعث النبي (ص)؟ فقال: ألم تسمع إلى قول الله: يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي يعني بذلك: رسلا من الانس ورسلا من الجن؟ فقالوا: بلى.
وقال آخرون: لم يرسل منهم إليهم رسول، ولم يكن له من الجن قط رسول مرسل، وإنما الرسل من الانس خاصة. فأما من الجن فالنذر. قالوا: وإنما قال الله: ألم يأتكم رسل منكم والرسل من أحد الفريقين، كما قال: مرج البحرين يلتقيان ثم قال:
يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان وإنما يخرج اللؤلؤ والمرجان من الملح دون العذب منهما وإنما معنى ذلك: يخرج من بعضهما أو من أحدهما. قال: وذلك كقول القائل لجماعة أدور إن في هذه الدور لشرا، وإن كان الشر في واحدة منهن، فيخرج الخبر عن جميعهن والمراد به الخبر عن بعضهن، وكما يقال: أكلت خبزا ولبنا: إذا اختلطا ولو قيل: أكلت لبنا، كان الكلام خطأ، لان اللبن يشرب ولا يؤكل. ذكر من قال ذلك:
10818 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، قوله: يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم قال: جمعهم كما جمع قوله: ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها ولا يخرج من الأنهار حلية. قال ابن جريج: قال ابن عباس: هم الجن لقوا قومهم، وهم رسل إلى قومهم.
فعلى قول ابن عباس هذا، أن من الجن رسلا للانس إلى قومهم.
فتأويل الآية على هذا التأويل الذي تأوله ابن عباس: ألم يأتكم أيها الجن والإنس رسل منكم؟ فأما رسل الانس، فرسل من الله إليهم وأما رسل الجن، فرسل رسل الله من بني آدم، وهم الذين إذ سمعوا القرآن ولوا إلى قومهم منذرين.
وأما الذين قالوا بقول الضحاك، فإنهم قالوا: إن الله تعالى ذكره أخبر أن من الجن رسلا أرسلوا إليهم، كما أخبر أن من الانس رسلا أرسلوا إليهم. قالوا: ولو جاز أن يكون