معناه: كما بدأكم الله خلقا بعد أن لم تكونوا شيئا تعودون بعد فنائكم خلقا مثله، يحشركم إلى يوم القيامة لان الله تعالى أمر نبيه (ص) أن يعلم بما في هذه الآية قوما مشركين أهل جاهلية لا يؤمنون بالمعاد ولا يصدقون بالقيامة، فأمره أن يدعوهم إلى الاقرار بأن الله باعثهم يوم القيامة ومثيب من أطاعه ومعاقب من عصاه، فقال له: قل لهم: أمر ربي بالقسط، وأن أقيموا وجوهكم عند كل مسجد، وأن ادعوه مخلصين له الدين، وأن أقروا بأن كما بدأكم تعودون فترك ذكر وأن أقروا بأن كما ترك ذكر أن مع أقيموا، إذ كان فيما ذكر دلالة على ما حذف منه. وإذ كان ذلك كذلك، فلا وجه لان يؤمر بدعاء من كان جاحدا النشور بعد الممات إلى الاقرار بالصفة التي عليها ينشر من نشر، وإنما يؤمر بالدعاء إلى ذلك من كان بالبعث مصدقا، فأما من كان له جاحدا فإنما يدعى إلى الاقرار به ثم يعرف كيف شرائط البعث. على أن في الخبر الذي روي عن رسول الله (ص) الذي.
11275 - حدثناه محمد بن بشار، قال: ثنا يحيى بن سعيد، قال: ثنا سفيان، قال: ثني المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس عن النبي (ص)، قال:
يحشر الناس عراة غرلا، وأول من يكسى إبراهيم صلى الله عليه وسلم ثم قرأ: كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين.
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا إسحاق بن يوسف، قال: ثنا سفيان، عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي (ص)، بنحوه.
حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قام فينا رسول الله (ص) بموعظة، فقال: يا أيها الناس إنكم تحشرون إلى الله حفاة غرلا كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين.
ما يبين صحة القول الذي قلنا في ذلك، من أن معناه: أن الخلق يعودون إلى الله يوم