العرب لم يكونوا أهل كنائس وبيع، وإنما كانت الكنائس والبيع لأهل الكتابين، فغير معقول أن يقال لمن لا يصلي في كنيسة ولا بيعة: وجه وجهك إلى الكعبة في كنيسة أو بيعة.
وأما قوله: وادعوه مخلصين له الدين فإنه يقول: واعملوا لربكم مخلصين له الدين والطاعة، لا تخلطوا ذلك بشرك ولا تجعلوا في شئ مما تعملون له شريكا. كما:
11258 - حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: وادعوه مخلصين له الدين قال: أن تخلصوا له الدين والدعوة والعمل، ثم توجهون إلى البيت الحرام.
القول في تأويل قوله تعالى: كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة.
اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: كما بدأكم تعودون فقال بعضهم: تأويله:
كما بدأكم أشقياء وسعداء، كذلك تبعثون يوم القيامة. ذكر من قال ذلك:
11259 - حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: كما بدأكم تعودون فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة قال: إن الله سبحانه بدأ خلق ابن آدم مؤمنا وكافرا، كما قال جل ثناؤه: هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن ثم يعيدهم يوم القيامة كما بدأ خلقهم مؤمنا وكافرا.
11260 - حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن منصور، قال: ثنا أصحابنا، عن ابن عباس: كما بدأكم تعودون قال: يبعث المؤمن مؤمنا، والكافر كافرا.
11261 - حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا يحيى بن الضريس، عن أبي جعفر، عن الربيع، عن رجل، عن جابر، قال: يبعثون على ما كانوا عليه، المؤمن على إيمانه والمنافق على نفاقه.
11262 - حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع، عن أبي العالية، قال: عادوا إلى علمه فيهم، ألم تسمع إلى قول الله فيهم: كما بدأكم تعودون؟ ألم تسمع قوله: فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة؟.