وقال آخرون: معنى ذلك: تماما على الذي أحسن موسى فيما امتحنه الله به في الدنيا من أمره ونهيه. ذكر من قال ذلك:
11030 - حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله بن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذين أحسن فيما أعطاه الله.
11031 - حدثني محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن قال: من أحسن في الدنيا تمم الله له ذلك في الآخرة.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد عن قتادة قوله: ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن يقول: من أحسن في الدنيا تمت عليه كرامة الله في الآخرة.
وعلى هذا التأويل الذي تأوله الربيع يكون أحسن نصبا، لأنه فعل ماض، والذي بمعنى ما، وكان الكلام حينئذ: ثم آتينا موسى الكتاب تماما على ما أحسن موسى، أي آتيناه الكتاب لأتمم له كرامتي في الآخرة تماما على إحسانه في الدنيا في عبادة الله والقيام بما كلفه به من طاعته.
وقال آخرون في ذلك: معناه: ثم آتينا موسى الكتاب تماما على إحسان الله إلى أنبيائه وأياديه عندهم. ذكر من قال ذلك:
11032 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن قال: تماما من الله وإحسانه الذي أحسن إليهم وهداهم للاسلام، وآتاهم ذلك الكتاب تماما لنعمته عليه وإحسانه.
وأحسن على هذا التأويل أيضا في موضع نصب على أنه فعل ماض. والذي على هذا القول والقول الذي قاله الربيع بمعنى: ما. وذكر عن يحيى بن يعمر أنه كان يقرأ ذلك: تماما على الذي أحسن رفعا، بتأويل: على الذي هو أحسن.
11033 - حدثني بذلك أحمد بن يوسف، قال: ثنا القاسم بن سلام، قال: ثنا الحجاج، عن هارون، عن أبي عمرو بن العلاء، عن يحيى بن يعمر.
قال أبو جعفر: وهذه قراءة لا أستجيز القراءة بها وإن كان لها في العربية وجه صحيح، لخلافها ما عليه الحجة مجمعة من قراءة الأمصار.