في القرآن والسنة، ومعارضين كل ما يدل عليه العقل والمشاهدة، مكابرين للحق وتاركين للصواب.
فهذا هو الاختلاف الحقيقي الأساسي بين أهل السنة والشيعة، بين المسلمين والشيعة لأنه لا يكون الإنسان مسلما إلا باعتقاده أن القرآن هو الذي بلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة بأمر من الله عز وجل. وإنكار القرآن ليس إلا تكذيبا بالرسول.
وقال في هامشه: ولقد كان الشيخ السيد محب الدين الخطيب صادقا في رسالته (الخطوط العريضة) حين قال: وحتى القرآن الذي كان ينبغي أن يكون المرجع الجامع لنا ولهم على التقارب والوحدة، هم لا يعتقدون بذاك، ثم ذكر بعض الأمثلة من صفحة 9 إلى 16 التي تدل على أن الشيعة لا يعتقدون بالقرآن الذي في أيدينا وأيدي الناس بل يظنونه محرفا مغيرا وناقصا.
وقد رد عليه لطف الله الصافي في (مع الخطيب في خطوطه العريضة) من ص 48 إلى ص 82 بحماس وشدة وأنكر اعتقاد الشيعة تحريف القرآن وتغييره إنكارا لا يستند إلى دليل وبرهان.
فأولا: ما استطاع الشيخ الشيعي (لطف الله الصافي) أن ينكر ما ذكره الخطيب من نصوص الشيعة الدالة على التحريف والتغيير في القرآن، كما لم يستطع إنكار كتاب الحاج ميرزا حسين بن محمد تقي النوري الطبرسي ومرتبته وشأنه عند الشيعة، بل قد اعترف بتضلعه في الحديث وعلو مقامه عندهم.
ثانيا: ذكر الصافي نفسه بعض العبارات التي هي بمنزلة الاعتراف باعتقاد الشيعة بالتحريف في الكتاب المبين.
ثالثا: التجأ الشيخ الشيعي أخيرا إلى أنه لا ينبغي أن يثار مثل هذا الموضوع لأنه يعطي سلاحا في أيدي المستشرقين للرد على المسلمين بأن القرآن الذي يدعونه محفوظا مصونا قد وقع فيه الخلاف أيضا مثل التوراة والإنجيل.
فقوله هذا، ليس إلا إقرارا واعترافا بالجريمة، وإلا فالمسألة واضحة كما سيجئ مفصلا إن شاء الله.