المسجد ليعلم الناس القرآن والفقه، فوسع له فكان داره إلى جنب دار ابن عديس.
وهو الذي قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه).
وقال السمعاني في الأنساب ج 1 ص 451 (التدؤلي: بفتح التاء المنقوطة باثنتين من فوقها وسكون الدال المهملة وهمزة الواو المضمومة في آخرها اللام، هذه النسبة إلى تدؤل وهو بطن من مراد من جملتهم عبد الرحمن بن ملجم المرادي التدؤلي أحد بني تدؤل شهد فتح مصر واختط بها وخطته بالراية مع الأشراف، وله خطة أيضا مع قومه بمراد، وله مسجد هنالك معروف، يقال إن عمرو بن العاص أمره بالنزول بالقرب منه لأنه كان من قراء القرآن وأهل الفقه، وكان فارس تدؤل المعدود فيهم بمصر وكان قرأ القرآن على معاذ بن جبل، وكان من العباد، ويقال هو الذي كان أرسل صبيغ بن عسل التميمي إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسأله عما سأله من معجم القرآن، وقيل إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى عمرو بن العاص أن قرب دار عبد الرحمن بن ملجم من المسجد ليعلم الناس القرآن والفقه فوسع له مكان داره التي في الراية في الزيارتين إلى جانب دار ابن عديس البلوي قاتل عثمان رضي الله عنه، وعبد الرحمن بن ملجم هو الذي قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقتل ابن ملجم لعنه الله بالكوفة سنة أربعين وكان من شيعة علي رضي الله عنه، وخرج إليه إلى الكوفة ليبايعه ويكون معه وشهد صفين معه، وروي أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه دعا الناس إلى البيعة فجاء ابن ملجم فرده، ثم جاء فرده، ثم جاء فبايعه، ثم قال علي رضي الله عنه: ما يحبس أشقاها؟ ما يحبس أشقاها؟ أما والذي نفسي بيده لتخضبن هذه وأخذ بلحيته من هذا وأخذ برأسه ثم تمثل:
أشدد حيازيمك للموت فإن الموت آتيكا ولا تجزع من الموت إذا حل بواديكا) انتهى.
وهذان الخبران لا يفيدان تهمة لصبيغ ولا يثبتان غرضا سياسيا لأسئلته حتى لو كان قاصدا من مصر لطرحها على الخليفة. بل لو كان أرسله عبد الرحمن بن ملجم لكان احترمه الخليفة وما هجم عليه هذه الهجمة المنكرة، لأن ابن ملجم يومذاك كان مقربا عند الخليفة وقد أمر عمرا بن العاص أن يجعله معلما ومفقها للمسلمين في مصر..