تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٧٥
علي بن محمد، عن بعض أصحابه، عن محمد بن سليمان، عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما تقول في الرجل يصوم شعبان وشهر رمضان؟ قال:
هما الشهران اللذان (1) قال الله (تبارك وتعالى): " شهرين متتابعين توبة من الله " قلت: فلا يفصل بينهما؟ قال: إذا أفطر من الليل فهو فصل، وإنما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا وصال في صيام، يعني لا يصوم الرجل يومين متواليين من غير إفطار (2).
عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن رجل قتل رجلا.
خطأ في الشهر الحرام؟ قال: تغلظ عليه الدية وعليه عتق رقبة، أو صيام شهرين متتابعين من أشهر الحرم، قلت: فإنه يدخل في هذا شئ، فقال: ما هو؟ قلت: هو يوم العيد وأيام التشريق؟ قال: يصومه (3)، فإنه حق يلزمه (4).

(١) قوله: (هما الشهران) هذه الآية وردت ظاهرا في كفارة قتل الخطأ ولا خلاف في أنه لا يجزي هذان الشهران عنها، ويحتمل أن يكون أولا كذلك ثم نسخ، أو يكون المراد أنهما نظير هذين الشهرين في كون كل منهما كفارة من الذنوب، ولا يبعد أن يكون في بطن الآية هذا أيضا مرادا (مرآة العقول: ج ٣ ط حجري ص ٢٢١).
(٢) الكافي: ج ٤ ص ٩٢، كتاب الصيام، باب فضل صوم شعبان وصلته برمضان وصيام ثلاثة أيام في كل شهر ح ٥ وتمام الحديث (وقد يستحب للعبد أن لا يدع السحور).
(٣) قوله: (يصومه) أي العيد وأيام التشريق أو سواهما، والأول أظهر، كما فهمه الشيخ وقال به. ورد الأكثر الخبر بضعف السند ومخالفة الأصول، مع أنه ليس بصريح في صوم الأيام المحرمة كما عرفت:
وقال المحقق في المعتبر: الرواية مخالفة لعموم الأحاديث المجمع عليها، على أنه ليس بصريح في صوم العيد انتهى. في المعتبر: الرواية مخالفة لعموم الأحاديث المجمع عليها، على أنه ليس بصريح في صوم العيد انتهى. أما مخالفته لسائر الاخبار فظاهر، وأما ضعف السند فليس كذلك لما سيأتي بسند حسن، ورواه الشيخ في التهذيب بسند صحيح وسند موثق عن زرارة، والمسألة محل إشكال وإن كان التحريم أقوى (مرآة العقول: ج ٣ ص حجري ص ٢٣٢).
(٤) الكافي: ج ٤ ص ١٣٩ باب من وجب عليه صوم شهرين متتابعين فعرض له أمر يمنعه عن اتمامه ح 8.
(٥٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 570 571 572 573 574 575 576 577 578 579 580 ... » »»
الفهرست