تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٤١
[إن الدين عند الله الأسلم وما اختلف الذين أو توا الكتب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب (19)] وموضع سري وعيبة علمي وأميني على وحيي وخليفتي في أرضي. لك ولمن تولاك أو جبت رحمتي، ومنحت جناني، وأحللت جواري. ثم وعزتي وجلالي لأصلين من عاداك أشد عذابي، وإن وسعت عليه في دنياي من سعة رزقي. فإذا انقضى الصوت - صوت المنادي - أجابه هو واضعا يديه رافعا رأسه إلى السماء، يقول: " شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم " فإذا قال ذلك أعطاه الله العلم الأول والعلم الآخر واستحق زيادة الروح في ليلة القدر (1).
إن الدين عند الله الأسلم: جملة مستأنفة مؤكدة للأولى، أي لا دين مرضي عند الله، إلا الاسلام وهو التوحيد والتورع بالشرع الذي جاء به محمد (صلى الله عليه وآله) الذي لا يتم إلا بالولاية يدل على ذلك ما رواه الشيخ الطوسي (رحمه الله) في أماليه قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن النعمان (رحمه الله)، قال: حدثنا الشيخ أحمد بن محمد بن الحسن [بن الحسن بن الوليد قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد ابن الحسن] الصفار (رحمه الله) عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن المفضل بن عمر، عن الصادق (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أعطيت تسعا، لم يعطها أحد قبلي سوى رسول الله (صلى الله عليه وآله) لقد فتحت لي السبل، وعلمت المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب، ولقد نظرت إلى الملكوت بإذن ربي فما غاب عني ما كان قبلي ولا ما يأتي بعدي، فإن بولايتي أكمل الله لهذه الأمة دينهم وأتم عليهم النعم ورضي لهم الاسلام، إذ يقول

(١) الكافي: ج ١ ص ٣٨٥ كتاب الحجة، باب مواليد الأئمة، قطعة من ح 1.
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»
الفهرست