[ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكى من يشاء ولا يظلمون فتيلا (49)] وفي تفسير علي بن إبراهيم: فإنه حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن هشام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: دخلت الكبائر في الاستثناء؟ قال: نعم (1).
عن أبي العباس قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن أدنى ما يكون به الانسان مشركا؟ قال: من ابتدع رأيا فأحب عليه أو أبغض (2).
وفي مجمع البيان: وقف الله سبحانه المؤمنين الموحدين بهذه الآية بين الخوف والرجاء وبين العدل والفضل، وذلك صفة المؤمنين، ولذلك قال الصادق (عليه السلام): لو وزن رجاء المؤمن وخوفه لاعتدلا (3).
وفي كتاب التوحيد: بإسناده إلى ثوير، عن أبيه، أن عليا (عليه السلام) قال:
ما في القرآن آية أحب إلي من قوله (عز وجل): " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " (4).
ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما: ارتكب ما استحقر دونه الآثام.
وهو إشارة إلى المعنى الفارق بينه وبين سائر الذنوب.
والافتراء كما يطلق على القول يطلق على الفعل، وكذلك الاختلاق.
ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم:
في مجمع البيان: عن الباقر (عليه السلام): أنها نزلت في اليهود والنصارى حيث قالوا: " نحن أبناء الله وأحبائه " (5) وقالوا: " لن يدخل الجنة إلا من كان