تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٢٤
[ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أو تيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله وسع عليم (73)] محمدا بالنعت الذي ورد في التوراة، لعل أصحابه يشكون فيه.
وقيل: كعب بن الأشرف ومالك بن الضيف قالا لأصحابهما لما حولت القبلة: آمنوا بما انزل عليهم من الصلاة إلى الكعبة وصلوا إليها أول النهار، ثم صلوا إلى الصخرة آخره، لعلهم يقولون: هم أعلم منا، وقد راجعوا، فيرجعون (1).
وفي تفسير علي بن إبراهيم: قوله: " وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي انزل على الذين امنوا وجه النهار واكفروا آخره " قال: نزلت في قوم من اليهود قالوا:
آمنا بالذي جاء محمد بالغداة وكفروا به بالعشي (2).
وفي رواية أبي الجارود: عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله " وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون " فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما قدم المدينة وهو يصلي نحو بيت المقدس أعجب ذلك اليهود، فلما صرفه الله عن بيت المقدس إلى بيت الله الحرام وجدت (3) اليهود من ذلك، وكان صرف القبلة صلاة الظهر، فقالوا: صلى محمد الغداة واستقبل قبلتنا، فآمنوا بالذي أنزل على محمد وجه النهار وا كفروا آخره، يعنون القبلة حين استقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) المسجد الحرام لعلهم يرجعون إلى قبلتنا (4).
ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم: أي لا تقروا عن قصد قلب إلا لأهل

(1) نقلهما في الكشاف: ج 1 ص 373 في تفسير قوله تعالى " وقالت طائفة من أهل الكتاب ".
(2) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 105 في تفسير قوله تعالى " وقالت طائفة من أهل الكتاب " الآية: (3) وجد يجد.. عليه غضب، وجد يوجد وجدا - له حزن (المنجد).
(4) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 105 في تفسير قوله تعالى " وقالت طائفة من أهل الكتاب " الآية: (3) وجد يجد.. عليه غضب، وجد يوجد وجدا - له حزن (المنجد).
(١٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست