تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٥٧٨
قتله لايمانه فلا توبة له، وإن كان لغضب أو لسبب شئ من أشياء الدنيا، فإن توبته أن يقاد منه، وإن لم يكن علم به انطلق إلى أولياء المقتول فأقر عندهم بقتل صاحبهم، فإن عفوا عنه فلم يقتلوه أعطاهم الدية وأعتق نسمة وصيام شهرين متتابعين وأطعم ستين مسكينا، توبة إلى الله (عز وجل) (1).
محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما، وقال: لا يوفق قاتل المؤمن متعمدا للتوبة (2).
وفي تفسير علي بن إبراهيم: قال: من قتل مؤمنا على دينه لم يقبل توبته ومن قتل نبيا أو وصي نبي فلا توبة له لأنه لا يكون مثله فيقاد به (3).
وقيل: إن الآية نزلت في مقيس بن صبابة وحد أخاه هشام في بني النجار، ولم يظهر قاتله، فأمرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يدفعوا إليه ديته، فدفعوا إليه، ثم حمل على مسلم فقتله، ورجع إلى مكة مرتدا (4).

(١) الكافي: ج ٧ ص ٢٧٦ كتاب الديات، باب أن من قتل مؤمنا على دينه فليست له توبة ح ٢.
(٢) الكافي: ج ٧ ص ٢٧٢ كتاب الديات، باب القتل ح ٧.
(٣) تفسير علي بن إبراهيم: ج ١ ص ١٤٨.
(٤) في النسخة - أ: (مقيس بن ضبانة) والظاهر أنه تصحيف والصحيح ما أثبتناه من المصادر و الآية نزلت في مقيس ابن صبابة (النكاني خ ل) الكندي وجد أخاه هشاما قتيلا في بني النجار:
فذكر ذلك لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأرسل معه قيس بن هلال الفهري، وقال له:
قال لبني النجار: إن علمتم قاتل هشام فادفعوه إلى أخيه ليقتص منه، وإن لم تعلموا فادفعوا إليه ديته:
فبلغ الفهري الرسالة، فأعطوه الدية، فلما انصرف ومعه الفهري وسوس إليه الشيطان فقال:
ما صنعت شيئا أخذت دية أخيك فيكون سبة عليك، اقتل الذي معك لتكون نفس بنفس والدية فضل، فرماه بصخرة فقتله وركب بعيرا ورجع إلى مكة كافرا وأنشد بقول:
قلت به فهرا وحملت عقله * سراة بني النجار لا رباب فارع فأدركت ثأري واضطجعت موسدا * وكنت إلى الأوثان أول راجع فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لا أو منه في حل ولا حرم، فقتل يوم الفتح وهو متعلق بأستار الكعبة (نقله الطبرسي (رحمه الله) في مجمع البيان. والبغوي في معالم التنزيل - والآلوسي في روح المعاني - والسيوطي في الدر المنثور وغيرهم من المفسرين).
(٥٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 573 574 575 576 577 578 579 580 581 582 583 ... » »»
الفهرست