[فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولاهم يحزنون (170)] فرحين بما آتاهم الله من فضله: وهو شرف الشهادة والفوز بالحياة الأبدية، والقرب من الله تعالى والتمتع بنعيم الجنة.
ويستبشرون: يسرون بالبشارة.
بالذين لم يلحقوا بهم: أي بإخوانهم المؤمنين الذين لم يقتلوا فيلحقوا بهم.
من خلفهم: أي الذين من خلفهم زمانا أو رتبة.
ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون بدل من " الذين " والمعنى أنهم يستبشرون بما تبين لهم من أمر الآخرة وحال من تركوا خلفهم من المؤمنين. وهو أنهم إذا ماتوا أو قتلوا كانوا أحياء حياة أبدية، لا يكدرها خوف وقوع محذور، وحزن فوات محبوب.
في روضة الكافي: ابن محبوب، عن الحارث بن النعمان، عن بريد العجلي قال:
سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله (عز ذكره): " ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولاهم يحزنون "؟ قال: هم والله شيعتنا حين صارت أرواحهم في الجنة، واستقبلوا الكرامة من الله (عز وجل)، علموا واستيقنوا أنهم كانوا على الحق على دين الله (عز ذكره) فاستبشروا بمن لم يلحق بهم من إخوانهم من خلفهم من المؤمنين الا خوف عليهم ولا هم يحزنون (1).
وفي تفسير علي بن إبراهيم: قال: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: هم والله شيعتنا، إذا دخلوا الجنة واستقبلوا الكرامة من الله، استبشروا بمن لم يلحق بهم من إخوانهم