تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٣٢٧
[متع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد (197) لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنت تجرى من تحتها الأنهر خلدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار (198)] والمعنى: لا تنظر إلى ما الكفرة عليه من السعة والحظ ولا تغتروا بظاهر ما ترى من تبسطهم في مكاسبهم ومتاجرهم ومزارعهم.
نقل أن بعض المؤمنين كانوا يرون المشركين في رخاء ولين عيش، فيقولون: إن أعداء الله فيما نرى من الخير، وقد هلكنا من الجوع والجهد، فنزلت (1).
متع قليل: خير مبتدأ محذوف، أي ذلك التقلب متاع قليل، لقصر مدته، وفي جنب ما أعد الله للمؤمنين.
وفي الحديث النبوي: ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه في اليم، فلينظر بم يرجع (2).
ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد: ما مهدوا لأنفسهم.
لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنت تجرى من تحتها الأنهر خلدين فيها نزلا من عند الله: النزل والنزل ما يعد للنازل من طعام وشراب وصلة وانتصابه على الحال من " جنات " والعامل فيها الظرف.
وقيل: إنه مصدر مؤكد، والتقدير أنزلوها نزلا.
وما عند الله: لكثرته ودوامه.

(1) نقله في أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 200 عند تفسيره لآية 196 من سورة آل عمران.
(2) رواه في أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 200 عند تفسيره لآية 197 من سورة آل عمران.
(٣٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 ... » »»
الفهرست