وقرئ " حصرة وحصرات " وهو يؤيد كونه حالا، أو بيان ل " جاؤكم " أو صفة لمحذوف، أي جاؤوكم قوما حصرت صدورهم.
والحصر الضيق والانقباض على ما رواه العياشي، عن الصادق (عليه السلام) (1).
أن يقتلوكم أو يقتلوا قومهم: أي (عن - أن)، أو كراهة أن يقاتلوكم.
وفي روضة الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان، عن الفضل أبي العباس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله (عز وجل): " أو جاؤكم حصرت " الآية، قال: نزلت في بني مدلج، لأنهم جاؤوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقالوا: إنا قد حصرت صدورنا، أن نشهد أنك رسول الله، فلسنا معك ولا مع قومنا عليك، قال: قلت: كيف صنع بهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: واعدهم إلى أن يفرغ من العرب، ثم يدعوهم فإن أجابوا، وإلا قاتلهم (2).
وفي تفسير علي بن إبراهيم: في قوله (عز وجل): " ودوا لو تكفرون " إلى آخر الآية، نزلت في أشجع وبني ضمرة، وكان من خبرهم أنه لما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى بدر لموعد، مر قريبا من بلادهم، وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هادن بني ضمرة ووادعهم قبل ذلك، فقال أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يا رسول الله هذه بني ضمرة قريبا منا، ونخاف أن يخالفونا إلى المدينة، أو يعينوا علينا قريشا، فلو بدأنا بهم؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كلا، إنهم أبر العرب بالوالدين، وأو صلهم للرحم، وأوفاهم بالعهد، وكان أشجع بلادهم قريبا من بلاد بني ضمرة، وهم بطن من كنانة، وكانت أشجع بينهم وبين بني ضمرة حلف بالمراعاة والأمان، فأجدبت بلاد أشجع