تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٩٩
[ومصدقا لما بين يدي من التورة ولا حل لكم بعض الذي حرم عليكم وجئتكم بآية من ربكم فاتقوا الله وأطيعون (50) إن الله ربى وربكم فاعبدوه هذا صرط مستقيم (51)] ومصدقا لما بين يدي من التورة: عطف على (رسولا) على الوجهين، أو منصوب بإضمار فعل دل عليه (قد جئتكم) أي وجئتكم مصدقا.
ولا حل لكم: مقدر بإضمار فعل دل عليه (قد جئتكم) أي وجئتكم لا حل، أو مردود على قوله (قد جئتكم بآية) أي جئتكم لا ظهر آية ولا حل، أو على معنى (مصدقا) أي جئتكم لا صدق ولا حل كقولهم: جئتك معتذرا ولا طيب قلبك.
بعض الذي حرم عليكم: أي في شريعة موسى (عليه السلام) كالشحوم والثروب (1) والسمك والحوم الإبل، والعمل في السبت.
وفي الآية دلالة على أن شرعه كان ناسخا لشرع موسى (عليه السلام).
وفي تفسير العياشي: عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
كان بين داود وعيسى بن مريم (عليهما السلام) أربعمائة سنة، وكان شريعة عيسى أنه بعث بالتوحيد والاخلاص، وبما أوصى به نوح وإبراهيم وموسى، وأنزل عليه الإنجيل، وأخذ عليه الميثاق الذي أخذ على النبيين، وشرع له في الكتاب أقام الصلاة مع الدين، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتحريم الحرام وتحليل الحلال، وأنزل عليه في الإنجيل مواعظ وأمثال وحدود، ليس فيها قصاص، ولا أحكام حدود، ولا فرض مواريث، وأنزل عليه تخفيف ما كان نزل على موسى في

(١) الثرب: شحم رقيق يغشى الكرش والأمعاء وجمعه ثروب، والثرب الشحم المبسوط على الأمعاء والمصارين وشاة ثرباء عظيمة الثرب (لسان العرب ج ١ ص ٢٣٤ لغة ثرب).
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»
الفهرست