[ولا تؤتوا السفهاء أمولكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا (5)] أنه جاء رجل فقال: يا أمير المؤمنين إني يوجع بطني (1) فقال: ألك زوجة؟ قال:
نعم، قال: استوهب منها شيئا طيبة به نفسها من مالها، ثم اشتر به عسلا، ثم أسكب عليه من ماء السماء، ثم اشربه، فإني سمعت الله سبحانه يقول في كتابه: " ونزلنا من السماء ماء مباركا " (2) وقال " يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس " (3) وقال " فإن طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا " وإذا اجتمعت البركة والشفاء والهني، والمرئ شفيت إن شاء الله تعالى، فقال ففعل ذلك فشفي (4).
ولا تؤتوا السفهاء أمولكم: قيل: نهي للأولياء عن أن يؤتوا الذين لا رشد لهم أموالهم، فيضيعوها.
وإنما أضاف المال إلى الأولياء، لأنها في تصرفهم وتحت ولايتهم، وهو الملائم للآيات المتقدمة والمتأخرة.
وقيل: نهي لكل أحد أن يعمد إلى ما خوله الله من المال فيعطي امرأته وأولاده ثم ينظر إلى أيديهم.
وإنما سماهم سفهاء، استخفافا بعقلهم، واستهجانا لجعلهم قواما على أنفسهم، وهو أوفق لما بعده من قوله: " التي جعل الله لكم قياما " (5).